top of page

فقد الغابات الاستوائية يقلل من سقوط الأمطار


تؤكد الأبحاث أن إزالة الغابات يمكن أن يكون له تأثير كبير على تساقط الأمطار الاستوائية. هذه النتائج لها آثار مدمرة على الأشخاص الذين يعيشون في وبالقرب من غابات الأمازون والكونغو.


وجد فريق من جامعة ليدز ومركز NERC للحفاظ على البيئة والهيدرولوجيا أنه بالنسبة لغالبية سطح الأرض بالمناطق الاستوائية، فإن مرور الهواء فوق غابات واسعة ينتج ما لا يقل عن ضعفي كمية المطر التى ينتجها عندما يمر على مناطق قليلة الغطاء النباتى. في بعض الحالات أدت هذه الغابات لزيادة هطول الأمطار على بعد آلاف الكيلومترات منها.


من خلال الجمع بين بيانات الرصد مع توقعات إزالة الغابات في المستقبل، يقدر الباحثون أن تدمير الغابات الاستوائية يقلل الأمطار في حوض الأمازون بنسبة تصل إلى الخمس (21 %) في موسم الجفاف بحلول عام 2050، ونشرت هذه الدراسة في دورية الطبيعة لشهر مارس 2012.


وقال معد الدراسة: "فوجئنا أن هذا التأثير يحدث بقوة في أكثر من نصف المناطق المدارية ووجدنا أن غابات الأمازون والكونغو تحافظ على هطول الأمطار فوق محيط مناطق أحواض الغابات التي تعيش فيها أعداد كبيرة من السكان الذين يعتمدون على مياه الأمطار لكسب الرزق. تلمح الدراسة إلى أن إزالة الغابات فى غابات الأمازون والكونغو قد يكون له عواقب كارثية للسكان الذين يعيشون في الدول المجاورة على بعد آلاف الكيلومترات من هذه الغابات.


وقد تناقش العلماء فيما إذا كان الغطاء النباتي يزيد من هطول الأمطار منذ مئات السنين. ومن الثابت أن النباتات تعيد الرطوبة مرة أخرى في الغلاف الجوى من خلال ثغور أوراقها من خلال عملية تعرف باسم البخر- نتح، ولكن الكمية والنطاق الجغرافي لهطول الأمطار الناتجة عن الغابات الكبيرة كان غير واضح حتى الآن. وبينما يتوفر الكثير من الادلة على أن الغابات تؤدى إلى زيادة كبيرة فى هطول الأمطار، إلا أنه حتى الآن كان يوجد نقص في الأدلة الرصدية.


استخدم الفريق المتاحة أقمار وكالة ناسا لملاحظة هطول الأمطار والغطاء النباتي، جنباً إلى جنب مع النموذج الذي يتوقع أنماط هبوب الرياح في الغلاف الجوي، لاستكشاف تأثير الغابات الاستوائية. وقال الدكتور سبراكلين " نظرنا إلى ما كان يحدث للهواء خلال الأيام السابقة - من أين جاء، وكم عدد الغابات التى مر عليها ".


لفهم هذه العلاقة بالتفصيل، فإنهم تحققوا من رحلة الكتل الهوائية الواصله على أجزاء مختلفة من الغابات، لمعرفة الحجم التراكمي لغطاء الأوراق الخضراء التى نقلها الهواء خلال العشرة أيام السابقة، وليس فقط كمية الأوراق التى تمطر عليها. يتضح من ذلك أن كلما زادت مساحات الغابات التى يسافر فوقها الهواء ، كلما زادت الرطوبة التي تتحمل بها الرياح نتيجة البخر-نتح وتنتج المزيد من الامطار.


وقال الدكتور ستيفن أرنولد الباحث المشارك،: " تظهر الملاحظات أنه لفهم كيف تؤثر الغابات على هطول الأمطار، فنحن بحاجة لتفسير كيف يتفاعل الهواء مع الغطاء النباتي أثناء رحلته فى الغلاف الجوي عبر آلاف الكيلومترات، وهذا له انعكاسات كبيرة على الكيفية التي ينبغي أن ينظر بها صناع السياسة على الآثار البيئية لإزالة الغابات، حيث أن تأثيراتها على أنماط هطول الأمطار ليست فقط محلية، ولكنها على نطاق قاري".


قال الدكتور سبراكلين:- "أظهرت النتائج أهمية المبادرات الرامية إلى حماية الغابات الاستوائية. لقد قدمت البرازيل في الآونة الأخيرة تقدما لخفض المعدلات المرتفعة السابقة لإزالة الغابات في منطقة الأمازون ودراستنا تؤكد أن هذا التقدم يجب المحافظة عليه عن طريق تجنب الممارسات التى تؤثر على مياه الأمطار".


تحافظ غابات الأمازون على سقوط الأمطار على المناطق الزراعية الهامة في جنوب البرازيل، مع الحفاظ على غابات حوض الكونغو يزيد من هطول الأمطار على مناطق جنوب أفريقيا حيث يعتمد سكانها على الزراعة المطرية. ومن شأن زيادة الجفاف في هذه المناطق لها آثار خطيرة على المزارعين الذين فى أغلبهم من الفقراء.

132 views0 comments
bottom of page