أشجار الأمازون مصدر رئيسي للميثان
تضخ الأشجار التي تنمو في السهول الفيضية المحيطة بنهر الأمازون ما يصل إلى 20 مليون طن من غاز الميثان CH4 إلى الغلاف الجوي كل عام، وفقاً لدراسة بعنوان (Large emissions from floodplain trees close the Amazon methane budget) نشرت فى دورية الطبيعة فى شهر ديسمبر 2017.
الميثان هو واحد من ثلاثة غازات دفيئة أكثر فعالية فى حجز الحرارة بمعدل يصل إلى 34 مرة أكثر مقارنة مع ثاني أكسيد الكربون. ويشير المؤلفون إلى أن الكمية المحسوبة في الدراسة مشابهة للانبعاثات الناجمة عن نباتات التندرا القطبية الشمالية، أو الانبعاثات من جميع المحيطات مجتمعة، أو توازى الحجم الكلي للميثان المنبعث من الحيوانات البرية والنمل الأبيض على الصعيد العالمي. ومع ذلك، فإن كمية الميثان المنبعثة من أشجار الأمازون تبلغ فقط نصف تلك التي تنبعث من النشاط البشرى، سواء في شكل انبعاثات من مدافن القمامة أو صناعة اللحوم أو حرق الوقود الأحفوري.
ويرى الباحثون أنه على الرغم من أن الميثان ينتج من عمليات طبيعية، فإن هذه الانبعاثات قد تستجيب أيضا للتغير البيئي، مثل بناء السدود عبر حوض الأمازون. وقد أفادت دراسة منفصلة أن 140 سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية قيد التشغيل أو قيد الإنشاء على طول حوض الأمازون، ومن المقرر تنفيذ 288 سدا آخر في السنوات القادمة.
يقول فنسنت جاوسي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لا نعلم العواقب المترتبة على انبعاثات هذا النشاط (تشييد السدود). ومع ذلك، فإن أي تغييرات تحدث على الهيدرولوجيا الحيوية لهذه النظم يمكن أن تغير وظيفة هذه الأشجار بطرق لا يمكن التنبؤ بها". ويقول الجغرافى ايفلين مورايس نوفو، من قسم الاستشعار عن بعد ، ان النتائج مثيرة للدهشة وتعطي صورة اكثر اكتمالاً لمصادر انبعاثات غازات الدفيئة فى منطقة الامازون. يمكن استخدام نتائج تلك الدراسة في النماذج العالمية المصممة للتنبؤ بكيفية تأثير التغير البيئي على تأثير غاز الميثان في الأراضي الرطبة الاستوائية.
وتستند النتائج إلى قياسات انبعاثات غاز الميثان المأخوذة من 2300 شجرة موزعة على عدد من المواقع المحيطة بأنهار نيجرو و سوليمويس و أمازوناس و تاباجوس حيث يمكن لمستوى المياه أن يغمر الأشجار بما يصل إلى 10 أمتار. تم إجراء البحث في عامي 2013 و 2014 من قبل علماء من الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة، بالتعاون مع علماء الغلاف الجوي من معهد البحوث النووية والطاقة في البرازيل، والعديد من الجامعات والمؤسسات الأخرى مثل جامعات ليدز في المملكة المتحدة، و لينكوبينج في السويد وكولومبيا البريطانية في كندا.
استخدم الباحثون غرف الغاز الموضوعة حول جذوع الأشجار لتقدير التقلبات في الانبعاثات على نطاق ضيق. كما قدروا الميثان فى الغلاف الجوى بواسطة طائرة تحلق عبر حوض الأمازون بأكمله من أجل حساب الانبعاثات على نطاق واسع أيضا. وبتحليل القياسات بشكل شامل، وجدوا أن الأشجار المنزرعة في مناطق الأراضي الرطبة في الأمازون والمعرضة للفيضانات الموسمية تطلق 21.2 مليون طن من غاز الميثان إلى الغلاف الجوي كل عام.
تقول الكيميائية لوسيانا فاني أحد مؤلفي الدراسة: "تعمل هذه الأشجار كمدخنة، حيث تنقل الميثان المنتج في التربة المغمورة إلى الغلاف الجوي. لذلك تعتبر الأشجار مصدر للانبعاثات الضخمة المنتشرة في الأراضي الرطبة". وتقول لوانا باسو، عالمة الأحياء، من جامعة باوليستا في البرازيل، "من المهم أن نفهم أن هذا الغاز ينشأ فى النظم الإيكولوجية طبيعياً وكذلك من النشاط البشري".