راتنج الشجرة - العلاج الطبيعي المذهل
كانت الأشجار أعظم حليف للإنسان منذ العصور القديمة. وهي تلعب دوراً هاماً في إنتاج الأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون من البيئة. كما تعتبر مصدراً للخشب والورق والكثير من المواد الأخرى المستخدمة في حياتنا اليومية.
ولكن هناك حقيقة أخرى لا يعلمها الكثيرون وهى أن الأشجار تحتل مكانة متقدمة فى قوائم العلاجات الطبيعية المحتملة. ويظن الكثيرون أن الأعشاب هى فقط النباتات الورقية الصغيرة التي تنمو بين الصخور فى البرارى والصحارى والجبال، ولكن العشبية تشمل أيضاً مستخلصات تلك النباتات. لذلك فإن الآلاف من أنواع الأشجار تقدم لنا مجموعة رائعة من الإمكانات العلاجية.
بعض العلاجات الشهيرة مستخلصة من الأشجار. على سبيل المثال التاكسول Taxol (علاج السرطان) يصنع من مستخلصات شجرة التاكسوس Taxus spp. . هناك أيضاً الزيوت الطيارة المستخلصة من الأشجار مثل زيت الكافور وزيت الصندل وغيرها.
راتنج الشجرة عبارة عن حاجز دفاعي تفرزه الشجرة لحماية نفسها ضد الحشرات ومسببات الأمراض الأخرى. وبالتالي فمن المنطقي أنه يصلح علاجاً ممتازاً لمنع العدوى. كما أن الراتنج له خصائص مضادة للميكروبات الطبيعية ويمكن أن تحمي البشر أيضاً. وقد نشرت دراسات مختلفة على مدار سنوات تركز على قدرة الراتنج من الأشجار المختلفة في مكافحة الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
في عام 2008، نشرت دراسة عن زيوت الأشجار المختلفة، التى تم اختبارها ضد بكتيريا جرام الموجبة والسالبة والخميرة، وفطريات الجلد. وكان من بين الزيوت المدرجة في الدراسة زيت الراتنج وتم اختباره ضد المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus. كان زيت الراتنج قادراً على أن يسبب تحلل أو تكسر في البكتيريا، مما يشير إلى أنه علاج فعال ضد هذا الميكروب الشائع الانتشار ويمكن أن يتسبب فى مشاكل للجهاز التنفسي والجلد. (مرجع).
في دراسة أخرى عام 2012، تم اكتشاف أن الراتنج الصنوبري الطبيعي المستخرج من شجرة التنوب النرويجي Norway Spruce كان له تأثيرات مضادة للفطريات كبيرة جداً في المختبر. تم تجربة الراتنج ضد مسببات الأمراض البشرية المختلفة، وخاصة الكانديدا، والفطريات الجلدية. وأظهرت نتائج الدراسة أن الراتنج كان له تأثير إيجابى ضد الفطريات الجلدية ولكن ليس الكانديدا. وكان الراتنج قادراً على إتلاف جدار خلايا الفطريات الجلدية وتسبب فى موتها (مرجع).
في دراسة مدهشة، أجريت في عام 2013 وجد أن راتنج الأشجار الذى جمعه نحل العسل أظهر خصائص هائلة مضادة للميكروبات، وكان قادراً على مكافحة مسببات أمراض النحل البكتيرية والمسماه يرقات Paenibacillus (مرجع). في حين ركزت الدراسة على النحل ونظامه الإيكولوجي، فإن النتائج تشير إلى قدرة راتنجات الأشجار على مقاومة مضادات الميكروبات، والتي قد تكون قابلة للتطبيق على البيئة البشرية.
وكان أحد الاستخدامات غير التقليدية لراتنج الشجرة محور دراسة نشرت في عام 2015 في دورية Pharm Pharmacology . استخدم الباحثون الراتنج الزيتي من شجرة Copaifera langsdorffii التى تنمو فى الغابات الاستوائية المطيرة ووجدوا أنها أدت لموت خلايا الانتباذ البطاني الرحمي endometriotic stromal فى التجارب المعملية. وتشير الدراسة إلى أن استخدام راتنج الشجرة يمكن أن يكون نهجاً جديداً لإدارة هذه الحالة من أمراض النساء (مرجع).