استراتيجيات زيادة الكربون المخزن في الغابات والأخشاب
في دراسة نشرت في دورية Ecology يقول العلماء " من المهم أن تأخذ دول العالم في الاعتبار الدور الذي تلعبه الغابات في دورة الكربون العالمية كأهم خيار لتعويض انبعاثات الكربون. على سبيل المثال، الكربون المخزن في الغابات ومنتجات الخشب المقطوع يعوض 12-19 % من انبعاثات الوقود الأحفوري للولايات المتحدة الأمريكية ( يحدث النمو في المقام الأول نتيجة للانتعاش من عمليات القطع واسعة النطاق الذي تمت قبل نحو 100 عام). هذه التعويضات العالية ليست دائمة ولكن لديها القدرة على الزيادة. ومع ذلك، لا تخلو من المفاضلات.
ويقول مايك ريان الباحث الرئيسي للدراسة "وقد تم اقتراح عدة استراتيجيات للتعويض عن انبعاثات الكربون أو يجري تنفيذها حاليا في الولايات المتحدة". "بعض المفاضلات مهمة تستحق الذكر لأن الكثير من الناس ينظرون للغابات كحل جزئي بسيط وغير معقد في الحد من ثانى أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهى ليست كذلك".
ناقش مايك ريان وزملاؤه الاستراتيجيات المستخدمة أو المقترحة في الولايات المتحدة، والمخاطر والشكوك والمفاضلات بين كل منها. وتشمل هذه تفادي إزالة الغابات والتشجير (زراعة أو إعادة زراعة الغابات)، وخفض معدل القطع، وزيادة معدل نمو الغابات الموجودة، وذلك باستخدام طاقة الكتلة الحيوية من الغابات للحد من انبعاثات الكربون، وذلك باستخدام المنتجات الخشبية بدلا من الخرسانة أو الصلب كمواد للبناء وإقامة الغابات في المناطق الحضرية والحد من تهديدات الحريق.
وفقاً لذلك يجب أن تؤخذ المفاضلات بين هذه الاستراتيجيات بعين الاعتبار. على سبيل المثال عن طريق الحد من القطع وتجنب إزالة الغابات أو زيادة التشجير، يمكن زيادة كمية الكربون المخزن في الغابات ولكن الطلب على منتجات الغابات لا يزال موجوداً، لذلك قطع الأشجار أو غيرها من استخدامات الأراضي الحالية قد تنتقل إلى مناطق أخرى، مما يلغي منافعها فى تقليل الكربون بالغلاف الجوي.
ويقول ريان "إن الأرقام صعبة بسبب أن معدلات استخدام الوقود الأحفوري كبيرة جداً، فلو أخذنا زيادة استخدام الخشب كمصدر للطاقة الحيوية: يلزم حصاد كل الإنتاج السنوي لغابات الولايات المتحدة من أجل تعويض 10٪ فقط من استخدام الوقود الأحفوري. هذه الممارسة يمكن أيضاً أن تقلل من الآثار الكربون المخزن في الغابات على المدى الطويل ".
يقول المؤلف المشارك روبرت جاكسون من جامعة ديوك: "لموازنة 10 % أخرى من استخدام الوقود الأحفوري يتطلب الأمر زراعة أشجار على ثلث الأراضي الزراعية ". ويقول المؤلفان "هذه الاستراتيجيات ليست فعالة حتى الآن من حيث التكلفة، وسوف تحتاج إلى تسعير الكربون، وتنظيم حوافز لكى يكتب لها النجاح". وهناك خطر آخر في الاعتماد على الغابات لتقليل ثانى أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وهو أن تغير المناخ قد يقلل من الكربون المخزن في الغابات عن طريق زيادة الحرائق والعواصف وانتشار الحشرات.
ويقول ريان "لذلك، نحن بحاجة للتأكد من أننا نركز على الإبقاء على الغابات عن طريق التأكد من حدوث تجديد للأشجار بعد هذه الاضطرابات". راجع معدو الدراسة هذه الأساليب، ودورة نمو الغابات (الموت والتجدد)، واستخدام الخشب المزال من الغابات وكيف يرتبط بقياس مستجمعات الكربون ومعدلات التدفق. كما قاموا بتحليل عمليات قياس الكربون في الغابات والتفسيرات العلمية وراء الآليات المقترحة لزيادة كمية الكربون المخزن في الغابات.
الحاجة إلى تخزين الكربون البيولوجي أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى، ولكن طرق الاستفادة القصوى من تخزين الغابات دون تقليص الخدمات الأخرى الهامة للنظام الإيكولوجي للغابات لا تزال غير مكتشفة بعد. هذه الدراسة، ينبغي أن يكون على طاولة أي شخص مهتم بكيفية الحد من آثار تغير المناخ، وبالتأكيد أي شخص مسئول عن التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تخزين الكربون في الغابات.