top of page

دور الغابات الحضرية ضد تغير المناخ


سعياً إلى إقامة شراكة عالمية لمكافحة تغير المناخ، اجتمع ممثلون من 17 دولة في سيول يوم 13 سبتمبر 2017 لجعل حياة المدينة آمنة ومستدامة من خلال تبادل الأفكار والسياسات المتعلقة بالغابات الحضرية. شارك حوالى 200 من العلماء وممثلين عن الحكومات والمنظمات غير الحكومية فى الاجتماع الثانى لحراجة اسيا - الباسيفيك الحضرى الذى استضافته وكالة الغابات فى دولة كوريا سعياً لايجاد سبل لحل التلوث الحضرى من خلال توسيع المساحات الخضراء فى المدن.


وتحت شعار "العمل معا من أجل مدن أكثر اخضرارا وبرودة"، تم ترتيب الاجتماع السنوي لتبادل البيانات والمعلومات والخبرات المتعلقة بالتنمية الحرجية الحضرية في المساهمة في مبادرة أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة. ومن بين 17 قطاعاً يركز عليها المشروع، تم إطلاق اجتماع الحراجة لإنشاء منصة إقليمية لمناقشة سبل جعل المدن والتجمعات البشرية آمنة ومرنة ومستدامة.


وحث كيم جاى - هيون، وزير دائرة الغابات فى كوريا، على إثارة المخاوف بشأن تدهور البيئة وزيادة التلوث، وحث المشاركين على اتخاذ سياسات صديقة للبيئة لمحاربة تغير المناخ. وأوضح أن توسيع مساحات الغابات داخل المناطق الحضرية أثبت فعاليته. وقال كيم فى مراسم افتتاح الاجتماع الذى يستمر ثلاثة ايام "ان المشاكل البيئية فى جميع انحاء العالم جاءت من المدن، ويجب حلها من خلال تبني سياسات صديقة للبيئة، بما فى ذلك الغابات الحضرية". لقد وضع كل بلد هدفاً للحد من انبعاثات الكربون بعد اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، كما تبذل حكومة كوريا الجنوبية جهوداً للوصول إلى الهدف من خلال توسيع الغابات الحضرية كسياسة ليس لها أي أثار جانبية.


الملوثات وغيرها من المشاكل تنشأ بسبب زيادة السكان في المدن. اعتباراً من عام 2014، أصبح أكثر من نصف سكان العالم (54 %) يسكنون المدن، ويستهلكون 70 % من إجمالى الطاقة، والتي تنتج في معظمها من الوقود الأحفوري الذي تنبعث منه غازات الدفيئة. ووفقاً لبيانات عام 2016 الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 80 % من سكان الحضر معرضون لتلوث الهواء.


ومنذ عام 2013، أنفقت كوريا الجنوبية 1.54 تريليون وون (1.37 مليار دولار) لإنشاء 4200 هكتار من الغابات الحضرية في 3400 موقعا في جميع أنحاء البلاد كجزء من سياستها الحرجية الحضرية وقانون تشريعات رعاية الغابات. ويبلغ معدل تغطية الغابات فى كوريا الجنوبية 63.2 %، أى اكثر من ضعف معدل الدول الاعضاء فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية بنسبة 31.1 %. وتحتل كوريا المركز الرابع بعد فنلندا واليابان والسويد. وقالت الوكالة ان قيمة الغابات تقدر بحوالى 126 تريليون وون، اى ما يعادل 8.4 % من اجمالى الناتج المحلى


وقال الوزير انه من اجل حماية المواطنين من الهجمات المستمرة للغبار الناعم والحد من تأثير الجزر الحرارية، تخطط الحكومة ايضاً لتوسيع المرحلة الثانية من سياستها الحرجية الحضرية. ليس فقط إنشاء مساحات أكثر اخضراراً، فإن الحكومة تخطط أيضا لتنفيذ سياسات لتحويل الغابات إلى مساحات للتعليم والشفاء والترفيه.


وفي مجال البحوث الحرجية في المناطق الحضرية، سلط الخبراء الضوء على أهمية الأشجار بطول الشوارع لتنقية الجو من الغبار الناعم والحد من درجات حرارة المدينة، والتي تزداد بسبب الطرق المسفلتة والمباني الخرسانية.


ووفقاً للمعهد الوطني لعلوم الغابات، تسهم أشجار الشوارع في خفض درجات حرارة الهواء. وكانت المناطق الواقعة تحت أشجار الشوارع أقل بحوالى 4.5 درجات مئوية في المتوسط ​​. وقال المعهد ان مستوى الغبار الناعم فى غابة هونغريونغ بالقرب من معهد الغابات كان اقل بنسبة 40 % من المناطق الحضرية التقليدية. وأضاف مسؤول في المعهد "هناك حاجة الى تغيير التصور العام لأشجار الشوارع بأنها لم تعد مكمل للتنمية الحضرية، ولكنها جزءاً رئيسياً يعمل مثل الرئتين لتوفير الأكسجين والتخلص من ثانى أكسيد الكربون وتقلل من الأضرار الناجمة عن الغبار الناعم ودرجات الحرارة المرتفعة".


ويمكن للغابات الحضرية أن توفر موارد غذائية غنية وتحافظ على النظام الإيكولوجي. ويمكنها تحسين نوعية الحياة للمقيمين بالقرب من المناطق الخضراء، فضلاً عن توفير الطاقة، حيث أن المتنزهات تعتبر بمثابة "مكيفات هواء طبيعية" في المدينة. إن فكرة إنشاء الغابات الحضرية أمر جديد في الدول الناشئة وهذا هو السبب في أهمية تبادل الأفكار والمعلومات حولها.


المصدر:- إضغط هنا

bottom of page