الخيزران يحافظ على الغابات في بورنيو
حصاد الخيزران أو الروطان rattan، وهو عبارة عن نخيل شبه متسلق متأصل فى بورنيو، يمكن أن يكون وسيلة مستدامة للسكان المحليين لكسب لقمة العيش. يستخدم الخيزران على نطاق واسع في صناعة الأثاث والحرف اليدوية وغيرها من التطبيقات، وهو يدعم صناعة عالمية تبلغ قيمتها أكثر من 4 مليارات دولار سنوياً. ولأنه يحتاج إلى الأشجار لنموه، يمكن أن يوفر الخيزران حافزا للمجتمعات المحلية على حفظ الغابات واستعادتها فى أراضيهم.
تعتبر الأسعار المدفوعة لحصاد الخيزران في إندونيسيا منخفضة، ونتيجة لذلك، يخرج العديد من أصحاب الحيازات الصغيرة من إنتاج الخيزران إلى بدائل أقل استدامة. وبفضل شهادة فسك (FSC) ، فإن أصحاب الحيازات الصغيرة (من مجموعة كاتيجان لمزارعى الخيزران P2RK) هم في وضع أقوى ليحصلوا على أسعارا أعلى من التجار الذين يمدوا الأسواق ذات القيمة المالية العالية. وأظهرت بحوث الصندوق العالمي لصون الطبيعة WWF أن المشغلين المعتمدين لدى فسك ولا سيما صغار المنتجين في البلدان المدارية، يربحون أكثر من أولئك الذين ليس لديهم هذه الشهادة.
ونظراً لأنهم لا يحصلون على منفعة اقتصادية، فقد باع بعض المزارعين حقولهم من الخيزران لشركات زيت النخيل، أو حولوها إلى محاصيل أخرى مثل الموز والخضراوات والمطاط في إندونيسيا. غابة ديبتيروكارب العتيقة فى بورنيو تحتوي على الموائل المناسبة لإنسان الغاب، وكذلك الثدييات الأخرى والطيور المتوطنة. وبما أن غالبية إنسان الغاب فى بورنيو أصبح مهدد بالانقراض بشكل حرج لأنه يعيش خارج المناطق المحمية، فإن الحفاظ على موئلهم على الأراضي المملوكة للمجتمع هو أمر بالغ الأهمية. وإذا تعرضت الأشجار للتخريب أو القطع، فإن نمو الخيزران يتأثر وتنخفض جودته". لذلك يشارك المزارعون في الحفاظ على الغابات وصونها عليها للحفاظ على الشهادة التى تضمن لهم الحصول على مقابل مادى مرتفع.
بدأ الصندوق العالمي للطبيعة في إندونيسيا العمل مع مجموعة كاتيجان لمزارعى الخيزران في عام 2011 لمساعدتهم على الاستعداد للحصول على شهادة معتمدة، وبناء على مشاريع مماثلة في لاوس وميكونج الكبرى. وكان الحصول على الشهادة عملية صعبة. في السابق، لم يكن هناك اعتراف رسمي بمن يمتلك الأرض، أو كمية حصاد الخيزران. تعاون الصندوق العالمي للطبيعة مع المجتمع المحلي والقادة الريفيين والسلطات المحلية على رسم خرائط ملكية الأراضي وتسجيلها قانونياً وإجراء مسح لتحديد حجم الخيزران على أراضي المزارعين وكميتها المقطوعة بشكل مستدام كل عام.
يقول أحد أعضاء مجموعة كاتيجان لمزارعى الخيزران: "مع الشهادة، هناك زيادة في قيمة منتجات الخيزران بحيث يشعر المزارعون بالأمان والحفاظ على حقول الخيزران". ومن ثم يمكنهم تعليم أبنائهم فى المدارس أو بناء منازل حديثة خاصة بهم".
وقد تم دعم المشروع من قبل ايكيا من خلال شراكتها مع الصندوق العالمي للطبيعة. وتستخدم هذه الشركة السويدية العملاقة الخيزران في أكثر من 100 منتج للأثاث المنزلي. ومنذ بداية عام 2018، سوف تدمج ايكيا الخيزران في نطاق معيارها الحرجي forestry standard وهذا يعني أن جميع الموردين سوف يحتاجون إلى تلبية الحد الأدنى من المعايير، والبدء في العمل نحو إنتاج أكثر استدامة.
هناك فرصة هائلة لتحسين طريقة زراعة الخيزران وحصاده. ومن خلال دعم مشاريع من هذا القبيل، هناك فرصة كبيرة لتحسين سبل معيشة المزارعين والتأكد من أن الغابات سوف تستمر.
المصدر:- إضغط هنا