دمج الطبيعة والمدن
وفقا لكتاب جديد صدر عن معهد لينكولن لسياسة الأرض "ينبغي دمج الطبيعة في التصميم الحضري والتخطيط لجعل المدن والبنية التحتية الحضرية خضراء ومستدامة، ومرنة بالفعل ".
الكتاب بعنوان " Nature and Cities: The Ecological Imperative in Urban Design and Planning " الذي ألفه كل من فريدريك شتاينر وجورج ثومبسون وأرماندو كاربونيل. مشيرين إلى أن المخططات العمرانية المصممة على أساس بيئى تصبح حساسة بيئياً واقتصادياً بسبب أن العالم يزداد تحضراً والتغيرات المناخية تتسارع بشدة.
ذكر المؤلفون أراء مجموعة من الممارسين والباحثين الذين اكتشفوا الفوائد الصحية والاقتصادية والبيئية نتيجة لدمج الطبيعة بشكل كامل في تخطيط المدن. ويستند الكتاب على التقاليد التي كتبها كبار المفكرين في القرن الماضي مثل ألدو ليوبولد، وإيان ماكارج، وباتريك جيديس بالإضافة إلى فرضية التصميم البيئي والتخطيط، التى وضعها جورج طومسون وفريدريك شتاينر.
يلخص تشارلز فالدهايم من جامعة هارفارد، التقدم في المجال الناشئ لعمارة المناظر الطبيعية، والتي تبين كيف أن الخط العلوى في مدينة نيويورك ، الذي صممه جيمس كورنر، وحديقة الألفية بشيكاغو التى حولت البنية التحتية المتداعية إلى وسيلة ترفيه عامة تعمل على تقوية الروابط الاجتماعية للمواطنين، وتحفيز التنمية، ومعالجة الأحوال البيئية لخلق صورة مجتمعية حديثة يتشارك فيها الجميع.
يصف المهندس المعماري كيت أورف كيف تم استعادة شعاب المحار في ميناء نيويورك من أجل تنقية المياه وإنشاء حاجز الأمواج للتخفيف من ارتفاع مستوى سطح البحر.
ذكر المؤلفون فى مقدمة الكتاب أنهم عرضوا وجهة نظرهم كل منهم بحسه الخاص، ووضع نموذج لكيفية هندسة المناظر الطبيعية، والهندسة المعمارية والغرض من ذلك، وكيف يمكن للتخطيط الجيد أن يشارك في الحياة المجتمعية بأى مساحة ولكل مدينة وبلدة في العالم. "وهذا قد يعني أيضا أن الجيل الجديد من الممارسين فى هذا المجال سوف يحتاجون إلى أن يصبحوا أدوات للتنوير والتغيير في مهن لا تزال في حاجة إلى مثل هذه الرعاية بصورة كبيرة: أبرزها، الصناعات الهندسية، والنقل، والمرافق، والزراعة، والموارد، و التنمية التجارية.
تخيل أن المهندسين يتبنون مبادئ التصميم البيئي والتخطيط عند تصميم الطرق ومواقف السيارات والطرق السريعة، الخزانات المائية، وغيرها من البنى التحتية الأساسية. تخيل أولئك الذين يعملون مع إدارة البلدية وكذلك الزراعية والصناعية والنقل وقطاعات المرافق بتخليهم عن التفكير فى هدف واحد يخص مجالهم الفنى ودمجه بشيء أعظم وأكثر تأثيرا لكى يوفر مزايا أكبر وأعظم للبشر، مع العلم أن حياة الإنسان تبدأ وتنتهي مع الطبيعة، التى هى مصدر لكل حياة.