top of page

الأشجار تستطيع الحد من تغير المناخ، على الرغم من موتها بسببه


يمكن أن تتحول الغابات إلى مصدر لغاز ثانى أكسيد الكربون، وفقا لدراسة حديثة، قارنت التنبؤات المناخية مع تحليل سجلات أكثر من اثنين مليون شجرة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.

اعتبر العلماء أن الغابات هى حواجز أو مصدات ضد تغير المناخ، حيث أن النباتات على الأرض تمتص حوالي 25 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وبسبب أن الأشجار في المناطق الباردة تتعرض إلى ارتفاع درجات الحرارة وامتصاص المزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، سوف تنمو أسرع وتمتص المزيد من الانبعاثات، مما يساعد على تخفيف آثار غاز الدفيئة الرئيسي، كما تقول النظرية.


ولكن في تطور ينذر بالخطر، من المحتمل أن الاحتباس الحرارى العالمى سوف يحد من قدرة الغابات على امتصاص الانبعاثات في أجزاء كثيرة من القارة، وجدت دراسة حديثة نشرت في دورية Ecology Letters. بشهر يوليو 2016، بعد الدمج ما بين التوقعات المناخية مع سجلات الأشجار، لم يجد الباحثون أي دليل على فرضية إخضرار المناطق الشمالية. في الواقع، بل على العكس وجدوا مخاطر لرد الفعل السلبي، بسبب أن الأشجار في نموذجهم كان لها رد فعل سيئ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بسبب الجفاف وغيرها من الاضطرابات.


وهذا يعني أن موت الأشجار أسرع من امتصاصها لانبعاثات ثانى أكسيد الكربون، سوف يحرر الكربون المخزن، مما يعنى أن الغابات ستصبح مصدراً للتلوث بالكربون، وتسريع تغير المناخ. ووجدت الدراسة أنه يمكن أن نصل إلى هذه النقطة الحرجة في وقت مبكر من عام 2050. انها أحد الأدلة على أن هذه مشكلة خطيرة ويجب اتخاذ تنسيق عالمي للجهود لوقف ذلك" وإيجاد بعض التوازن اللازم لإبقائنا على قيد الحياة.


إستخدمت الدراسة على نطاق واسع التوقعات المناخية بالإضافة إلى 1457 موقع في جميع أنحاء القارة. من هذه المواقع، تم جمع سجلات الأشجار خلال الفترة من عام 1900-1950، وهى الفترة التى كانت مستقرة مناخياً نسبياً. تضمن النموذج الذى صمم لهذه الدراسة على التوقعات المناخية فى 13 منطقة بجميع أنحاء أمريكا الشمالية وأخذ في الاعتبار أن الغابات في أجزاء مختلفة من القارة قد تستجيب بشكل مختلف لدرجات الحرارة المرتفعة.


معدلات نمو الغابات المتوقعة تصل إلى 75 % أبطأ للأشجار بطول جبال روكي في الأجزاء الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة حتى كندا وألاسكا. على الرغم من مشاهدة زيادة في النمو في بعض المناطق الساحلية، مثل شمال غرب المحيط الهادئ وفلوريدا، فإن بعض الآثار السلبية أصبحت بالفعل حقيقة واقعة في ولاية ألاسكا، على سبيل المثال. ونظرا لانتشار المناطق الشمالية في أوروبا وآسيا، فإن الباحثين واثقون من أن هذه النتائج تحدث في أجزاء أخرى من العالم.


وقال ديفيد آرتشر، وهو أستاذ في العلوم الجيوفيزيائية بجامعة شيكاغو الذي يدرس ظاهرة الاحتباس الحراري "أن تخزين الكربون فى الأرض قد طرح منذ فترة طويلة كمسألة رئيسية بالنسبة لعلماء تغير المناخ. وقال أنه وافق على ما خلص إليه الباحثون على الرغم من بعض الغابات تخزن حالياً الكربون، وسوف تواصل القيام بذلك مع ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل، إلا أنه من غير الواضح إلى أى مدى سيستمر هذا التأثير قبل أن يؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى ردود فعل سلبية.


هناك تحديات كبيرة في تغيير النمذجة في الغابات واستجابات التنبؤ بالظروف المناخية التي لم تحدث من قبل. ومع ذلك، تضيف الدراسة دليلاً على ان هناك حاجة لرصد الانبعاثات، خاصة عند الأخذ فى الاعتبار تأثير تغير المناخ على الكربون المخزن في التربة.

bottom of page