تلوث الهواء العالمي مستمر في الزيادة
أكثر من 80٪ من سكان الحضر في العالم يعيشون في مناطق ذات نوعية هواء لا تفي بالمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية (WHO). ويشير تقرير صدر حديثاً، الذي اهتم بقياس مستويات ملوثات صغيرة الحجم ولكنها ضارة للصحة تعرف باسم الجسيمات particulate matter ، أن مستويات التلوث في المدن العالمية زاد بنسبة 8٪ في السنوات الخمس التي سبقت عام 2013. وهذه الزيادة في مستويات التلوث ضربت الدول الفقيرة بشكل خاص. وقد اهتمت وسائل الإعلام العالمية بتلوث الهواء الخانق فى قلة مختارة من المدن مثل بكين ومكسيكو سيتي ونيودلهي. ولكن هذه المدن لا تمثل سوى غيض من فيض، حيث 98% من المدن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا تلبي معايير جودة الهواء. وينخفض الرقم إلى 56٪ في الدول الغنية، ولكن مدن مثل لندن وباريس وروما لا تزال مدرجة فى قائمة الأماكن التي لا تستوفي المعايير الصحية.
تلوث الهواء هو السبب الرئيسي للأمراض ومسببات الوفاة، فعندما يغطى الهواء الملوث المدن في المناطق الحضرية الصغيرة والأكثر فقراً فتصبح هى الأكثر تأثراً. الآثار الصحية لتلوث الهواء تأتي تحت تدقيق متزايد في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت الدراسات المتتالية أن تلوث الهواء يسهم في الملايين من الوفيات المبكرة كل عام. وقد تم ربط تلوث الهواء مع عدد من الامراض بما في ذلك انخفاض أداء الرئة والربو والسرطان.
بدأ سكان المدن على نحو متزايد فى فهم مخاطر تلوث الهواء، ولكن تبقى الحلول لهذه المشكلة إلى حد كبير في أيدي صانعي السياسات، كما أن السياسات الرامية إلى التحول إلى مصادر نظيفة للطاقة مثل الألواح الشمسية بدلا من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم سوف يساعد تنقية الأجواء في العالم النامي.
وقد اختنقت المدن في العالم المتقدم في السنوات الأخيرة، حيث حركة المرور (لا سيما من المركبات التي تعمل بالديزل) وانفجرت في مراكز المدن. وقد نفذت العديد من الحكومات المحلية سياسات لتشجيع المشي وفرض رسوم على سائقي المركبات التي ينبعث منها العادم بشكل كبير.
وقد اقترح بعض خبراء البيئة أن الارتفاع فى تلوث الهواء قد أدى إلى الاهتمام المتزايد من قبل صانعي القرار في التصدي لتغير المناخ. السياسات المصممة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري مثل حافز إستخدام مركبات الديزل أدى إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع زيادة الانبعاثات من الجسيمات التي تضر بصحة الإنسان. لكن يقول صناع سياسة بيئية أخرون أن التسويق الذكي لأثر التلوث على الصحة العامة يمكن أن تسير جنبا إلى جنب مع التدابير المناخ.