زراعة الكربون ذات فعالية في المناطق القاحلة بأفريقيا
وفقا لتقرير نشر في SciDev.net . يقول العلماء "ساعدت زراعة أشجار الجاتروفا على زيادة المادة العضوية للتربة المتدهورة من 0.2% إلى 3% في المناطق القاحلة بمدغشقر، مما يجعل من الممكن زراعة محاصيل أخرى منتجة للبروتين بين الصفوف. الجاتروفا، هى شجرة متحملة للظروف القاسية وتنتج الوقود الحيوي وتحتاج القليل من الماء. وقال التقرير ان زراعة الاشجار في الصحارى الساحلية يمكنها امتصاص ثاني أكسيد الكربون، والحد من شدة درجات الحرارة الصحراوية القاسية، وزيادة هطول الأمطار، وزيادة حيوية التربة وإنتاج الوقود الحيوي الرخيص التكلفة. زراعة الجاتروفا على نطاق واسع يمكن أن يساعد على عزل ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية تعرف باسم زراعة الكربون، وفقا لدراسة تستند إلى بيانات جمعت في المكسيك وسلطنة عمان والتي نشرت في Earth System Dynamics.
في زراعات الجاتروفا بمدغشقر، يزرع السكان المحليين الآن الفول بين الأشجار، لتوفير مصدر للبروتين وخلق علاقة تكافلية حيث يوفر الفول عنصر النيتروجين للجاتروفا ، والظل الذي توفره أشجار الجاتروفا.
ويقول العلماء : كل هكتار من الجاتروفا يمكنه امتصاص 17-25 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا بتكلفة قدرها نحو 56- 84 دولار أمريكى للطن الواحد من الغاز، مما يجعل هذه التقنية قادرة على المنافسة مع التكنولوجيا الفائقة لامتصاص الكربون وتخزينه،.
وفقاً لهذه الدراسة فإن مزرعة الجاتروفا التي تغطي 3 % من الصحراء العربية يمكن أن تمتص كل غاز ثاني أكسيد الكربون الذى تنتجه السيارات في ألمانيا لأكثر من عقدين، وهناك نماذج تبين أن هذه المزارع، تعمل على خفض متوسط درجات الحرارة في الصحراء بنسبة 1.1 م° ، كما أن المزارع أيضا تشجع على هطول الأمطار في المناطق الصحراوية.
يمكن أن نتصور دوراً لمياه الصرف الصحي في مثل هذه الزراعات واسعة النطاق، حيث يتم التخلص من مليارات الأطنان من مياه الصرف الصحي في البحار والمحيطات سنوياً، ولكن بدلا من ذلك يمكن إرسال هذه المياه إلى الصحراء لزراعة أشجار، مما يلغي الحاجة للأسمدة باهظة الثمن. ويقول اليكس ووكر، مساعد باحث في مركز السياسة البيئية في امبريال كوليدج في لندن، بالمملكة المتحدة "زراعة الكربون هى نهج الحس السليم ضد ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، وسوف تنمو على الأراضي غير الصالحة للزراعة حتى لا تتنافس مع إنتاج الغذاء ، ولكنها أكثر صعوبة في خطوات تطبيقها ".
مصر رائدة تجربة في زراعة الصحراء باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة أولياً لإنتاج الخشب والكتلة الحيوية والوقود الحيوي والمحاصيل الخشبية، مثل الكازوارينا، الماهوجني الأفريقي، الجوجوبا، النيم، والجاتروفا. قال هاني الكاتب، وهو أستاذ في الجامعة التقنية في ميونيخ في ألمانيا "في مصر، هناك 15 ألف فدان مزروعة بأشجار ذات نوعية جيدة ولكن حتى الآن لم يتم بيعها لخلق قيمة اقتصادية"
وقال الكاتب: "مصر تنتج أكثر من 6.3 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي في السنة، ويكفى منها 5.5 مليار متر مكعب لتشجير أكثر من 650 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية لكى تخزن أكثر من 25 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا في هذه الغابات الجديدة". وقال أن الأشجار تنمو أسرع بمعدل أربع اضعاف في مصر حيث الشمس تشرق معظم أيام السنة بعكس الدول الأوروبية الرواد في مجال الغابات. وقال مسعد قطب حسنين، مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي في مصر أكبر التحديات التي تواجه زراعة الغابات في المناطق القاحلة هي قلة الخبرة ونقص الخبرة وقلة الكوادر الفنية في إدارة المزارع الحرجية.
برنامج الزراعة الآجلة للكربون يضمن أن التقدم في تكنولوجيا وتقنيات الحد من الانبعاثات والتكيف سوف يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والاستخدام المستدام للأراضي في ظل تغير المناخ. هذه الإنجازات سوف تتيح للمزارعين ومديري الأراضي الاستفادة من الفرص الاقتصادية لمبادرة زراعة الكربون، في حين تساعد أستراليا على تحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات على المدى الطويل. كما وفر البرنامج فرص جديدة لمديري الأراضي لتعزيز الإنتاجية، والحصول على منافع اقتصادية ومساعدة البيئة عن طريق الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. إجراءات الحد من انبعاثات غازات الدفيئة أو زيادة تخزين الكربون يمكن أيضا زيادة مرونة قطاع الأراضي بالنسبة لتغير المناخ، وحماية البيئة الطبيعية في استراليا وتحسين الإنتاجية الزراعية على المدى الطويل.