top of page

لماذا يجب أن تتضمن كل مدينة مساحات خضراء ؟


بالنسبة للكثيرين منا، تعتبر الطبيعة مكاناً صحياً للراحة والهروب من عالم المدينة المزدحم والمتسارع الذي نعيش فيه. أننا نتوق إلى الشعور بالصحة والانتعاش في البيئة الطبيعية. وهى ليست مجرد إستفادة البشر من الطبيعة. فى الحقيقة تتشابك صحة المدن، والطبيعة، والبشر معاً بإحكام، والمدن الخضراء تكون صحية للناس والطبيعة على حد سواء. وفى عالم يأمل يتجه إلى التحضر بشكل متسارع، يبتعد الناس كثيراً عن الاتصال اليومي مع الطبيعة ويقتربوا كثيراً إلى المدن حيث يكون الاتصال مع العالم الطبيعي منعدماً أو عند الحد الأدنى. هذا الأمر مدعاة للقلق، حيث تشير العديد من الدراسات إلى التأثيرات الصحية المفيدة التى لا تعد ولا تحصى من زيادة إتصال الناس بالأشجار والمساحات الخضراء.


فى دراسة أجريت في تورونتو وقام بها فريق من الباحثين، بقيادة عالم النفس مارك بيرمان من جامعة شيكاغو وجدت أن المعيشة فى منطقة بها 10 أشجار أكثر، على سبيل المثال، ينتج عنها فوائد صحية للشخص مماثلة إلى كونه أصبح أصغر سناً بحوالى سبع سنوات، والانتقال إلى حي يبلغ متوسط ​​الدخل به 10 ألاف دولار أعلى، أو الحصول على 10 ألاف دولار زيادة فى الراتب. قارن الباحثون المسوح الصحية العامة، وحصر الأشجار على الأراضي العامة، وصور الأقمار الصناعية للمدينة، ووجدوا أن الأشخاص الذين يعيشون فى مناطق بها المزيد من الأشجار كانوا أقل احتمالاً للإبلاغ عن مشاكل صحية مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، و السمنة المفرطة.


الطبيعة، في شكل النباتات الطبيعية والبنية التحتية الخضراء، تجعل المدن أكثر صحة وأكثر وظيفية. مجموعة أبحاث البنية التحتية الخضراء (GIRG) في جامعة ملبورن تحدد البنية التحتية الخضراء بأنها "شبكة من النباتات الطبيعية والمصممة ضمن المدن سواء كانت ملكيتها عامة أوخاصة. وهي تشمل الحدائق العامة، ومناطق الترفيه، والحدائق السكنية وأشجار الشوارع، وكذلك التكنولوجيات المبتكرة لتخضير المدن مثل زراعة أسطح المباني ، والجدران الخضراء وحدائق المطر".


البنية التحتية الخضراء يمكن أن تحل محل البنية التحتية الرمادية التقليدية مع العناصر الفنية التي تخفف من الفيضانات، وتحسن نوعية المياه، وتوفر الأماكن الترفيهية الصحية للناس. ويصير هذا النهج أكثر أهمية عندما تصبح المدن أكثر كثافة، مع انتشار الخرسانة والأسفلت بالشوارع والمبانى، جنبا إلى جنب مع الأسطح غير المنفذة، مما يؤدى إلى مزيد من فقد المياه بالجريان السطحي.


الأشجار أيضا ذات كفاءة وظيفية عالية للغاية في البيئة الحضرية، لأنها تكافح التلوث وتأثير الجزيرة الحرارية الحضرية في حين تنتج الأكسجين. ووفقا لدراسات أجرتها وكالة حماية البيئة الامريكية ودائرة الغابات في الولايات المتحدة، يمكن لشجرة صحيحة كبيرة أن تزيل أكثر من 300 رطل من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، في حين أن فدان من الغابات يمكن أن ينتج أكثر من ثلاثة أطنان من الأكسجين سنويا.


وتوفر الأشجار التبريد من خلال تأثير كل من الظل والتبخر. ظل الشجرة عمرها 15 عاماً على الجانب الغربي من المنزل يمكن أن يقلل فواتير الطاقة بنحو 12 % ، والتبخر يمكن أن يقلل درجات الحرارة القصوى في الصيف من 2-9 درجة فهرنهايت.


تتميز المناطق الحضرية ذات الغطاء الشجري بنسبة 100 %، بنوعية هواء على درجة عالية من النقاء، مع نسبة قليلة تصل إلى 13 % من الجسيمات الصلبة، و 14 % من ثاني أكسيد الكبريت، و 15 % من الأوزون. فى دراسة أخرى تم رصد انخفاض يصل إلى 27-42 % فى الغبار الواصل إلى أرضية غابة شجرية مقارنة بمنطقة مفتوحة.

7 views0 comments
bottom of page