الأشجار تتعامل مع تغير المناخ أفضل مما كان متوقعاً
القدرة على تكيف الأشجار تمتد إلى التعامل مع تغير المناخ، وفقا لدراسة جديدة تقول أن الغابات قد تكون قادرة على التعامل مع درجات حرارة أكثر سخونة والمساهمة بتركيز ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي أقل مما يعتقد العلماء في السابق.
بالإضافة إلى امتصاص ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التمثيل الضوئي فإن النباتات تفرز هذا الغاز من خلال عملية التنفس. وعلى الصعيد العالمي، تنفس النباتات يساهم بستة أضعاف ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي نتيجة لحرق الوقود الأحفوري، لكن الكثير منه يتم استيعابه من قبل النباتات مرة أخرى ، كما يمتص بواسطة المحيطات وغيرها من عناصر الطبيعة. حتى الآن، كان يعتقد معظم العلماء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض سوف تسبب فى تحرير المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والذي بدوره سيسبب المزيد من ارتفاع درجات الحرارة.
ولكن في دراسة نشرت في دورية Nature، أظهر العلماء أن النباتات كانت قادرة على تعديل عملية التنفس في درجات الحرارة المرتفعة على مدى فترات طويلة من الزمن، بحيث تطلق فقط 5% فقط من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما كانت تطلقه في ظل الظروف الطبيعية.
في موقعين لبحوث الغابات في ولاية مينيسوتا، اختبر العلماء كيف أن معدلات التنفس لـ 10 أنواع مختلفة من أشجار الغابات الشمالية والمعتدلة تأثرت بزيادة درجات الحرارة خلال فترة من ثلاث إلى خمس سنوات، وذلك باستخدام كابلات التدفئة لرفع درجة حرارة هذه الاشجار.
تم رصد الأشجار في حالتين: الجو المحيط ambient ، وحوالي 6 درجات أكثر دفئا من ذلك. لشرح كيف تتكيف النباتات مع ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل، قارن العلماء ثلاثة عوامل: كمية ثاني أكسيد الكربون التى تطلقها الأشجار عند درجات الحرارة العادية في الجو المحيط - كمية ثاني أكسيد الكربون التى تطلقها الأشجار في ظروف أكثر دفئاً على المدى الطويل - كمية ثاني أكسيد الكربون التى تطلقها الأشجار عندما تعرضت لدرجة حرارة أكثر دفئا لفترة قصيرة من الزمن (دقائق أو ساعات).
عندما قام العلماء بمقارنة النتائج، وجدوا أن الأشجار التي تأقلمت مع ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل، زاد معدل إطلاقها لثاني أكسيد الكربون بمقدار أقل بكثير من الأشجار بنفس الحجم التي تعرضت فقط إلى زيادة درجة الحرارة على المدى القصير.
وتشكل الغابات الشمالية والمعتدلة ثلث مناطق الغابات في العالم، وإذا ما أقلمت معدلات تنفسها بالطريقة المشار إليها فى هذه الدراسة، يمكن للغابات التى بمثابة رئة الكوكب، أن تتنفس بسهولة.