top of page

دراسة عن التنوع البيولوجى فى مدن العالم

ما هي الأنماط العالمية للتنوع البيولوجي فى مدن العالم؟ وهل المساحات الحضرية متجانسة من الناحية البيولوجية وتحتوى على القليل من الأنواع والأصناف، أم أنها لا تأوي التنوع البيولوجي المحلي الكبير؟ هذه هي الأسئلة التى تجيب عليها الدراسة المشتركة للتنوع البيولوجي في مدن العالم.


لعدة سنوات كان الباحثون والعاملون يعتقدون أن المدن ربما تكون هامة في الحفاظ على التنوع البيولوجي. في عام 2011 بدأ مجموعة من الباحثين في المشروع في المركز الوطني للتحليل البيئي والتوليف (NCEAS) لتوثيق أنماط التنوع البيولوجي في مدن العالم. يهتم المشروع بتجميع البيانات من الدراسات السابقة عن الطيور والنباتات والمدن. ويركز على دراسات خاصة بالطيور والنباتات على مستوى المدينة لمعرفة أنماط الهوية في المدن التي تتجاوز النباتات والحيوانات في الأماكن والمساحات الخضراء الحضرية الموثقة جيداً. ونتج عن تلك قاعدة بيانات 147 مدينة منها 54 مدينة بقائمة لأنواع الطيور بها، بالإضافة إلى 110 مدينة متضمنة قائمة بأنواع النباتات بها.


من أهداف المشروع مايلى:-

  1. هل المدن أصبحت أكثر تجانسا من حيث التنوع البيولوجي؟ وأثار العديد من الباحثين قضية التجانس الحيوي الناتجة عن تصميم وتخطيط الممارسات التي تشكل البيئات الحضرية مع توليفة الأنواع المثلى، وأيضاً معرفة ما إذا كانت المدن أصبحت بالفعل أكثر تشابهاً لبعضها البعض في تركيبة الأنواع النباتية والطيور.

  2. ما هي أنماط ونسب الأنواع المحلية وغير المحلية من النباتات والطيور في المدن؟ فالتنوع البيولوجي للأنواع الأصلية هي ذات أهمية عالمية لذلك لابد من فهم الأهمية النسبية للمدن في هذا الجانب من الحفظ.

  3. هل المدن تعتبرهامة فى الحفاظ على البيئة بإيواء الأنواع المحلية؟ وهل عناصر الجغرافيا الحيوية (كمية مخلفات النباتات وخطوط العرض والارتفاع عن سطح البحر ومتوسط درجة الحرارة ومعدل تساقط الأمطار) والعناصر الثقافية (مدى التحضر، وتاريخ التأسيس المدينة) تعتبر متغيرات تنبئ عن ثراء الأنواع ونسب الأنواع الأصلية وغير الأصلية؟

خريطة توضح المدن التى تتضمن بيانات النباتات والطيور

وجدت الدراسة أن المدن ليست متجانسة في توليفة أنواع الطيور والنباتات وهى تعكس الأنماط الجغرافية الحيوية المحلية فى تكوين هذه الأنواع. وبعبارة أخرى، توليفة الطيور والنباتات لمدن أمريكا الشمالية تشبه النباتات والحيوانات المحلية وتختلف عن تلك في مناطق أخرى. نسب الأنواع الأصلية وغير الأصلية تظهر أنماط مختلفة للنباتات والطيور في مدن العالم. حوالي 3٪ من أنواع الطيور في المدن كانت غير أصلية، في حين أن الأنواع النباتية غير الأصلية كانت قريبة من 25٪ من مجموع النباتات في المدن التي شملتها الدراسة. نسبة المساحات الخضراء في المدينة كانت أفضل المعايير لتحديد عدد الأنواع النباتية والطيور وأيضا نسبة الأنواع المحلية في المدن. وجدت الدراسة أن عائلتين من الطيور (الطيور المائية والطيور الجارحة)، كانت ممثلة بشكل جيد في مدن العالم مع معظم الأنواع في المناطق المرتبطة بهذه المدن، مما يشير إلى أن المدن قد تكون مهمة في توفير موائل للمحافظة على بعض مجموعات من الأنواع الحيوية.

الأنواع المحلية تمثل جزءاً هاماً فى التنوع البيولوجى بالمدن الحضرية



كشف المشروع أن هناك كمية كبيرة نسبياً من البيانات المتاحة عن الطيور والنباتات في المدن بأوروبا وأمريكا الشمالية، ولكن عدد الدراسات عن مدن الجنوب العالمي كانت محدودة جداً، رغم أن العديد من هذه المدن تعتبر من النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي، ولكن أيضا هناك شك في أن العوامل التي تشكل التنوع البيولوجي في أفريقيا وأمريكا الجنوبية ومدن في جنوب آسيا قد تكون مختلفة. على سبيل المثال، دراسة الغطاء النباتي من بوجمبورا، بوروندي، واحدة من المدن في قاعدة بيانات هذا المشروع، تبين أن المدينة كان بها أقل نسبة من الأنواع النباتية المحلية مقارنة بالمدن الأخرى. وأشارت الدراسة إلى أن المستوطنات غير الرسمية قد تقلل من كمية المساحات الخضراء غير المطورة في المدينة، ويكون لها تأثير سلبي على عدد من الأنواع المحلية.




bottom of page