المساحات الخضراء الصغيرة والمتوسطة تبرد أجواء المدينة
تتميز البيئات الحضرية بأنها يصل أعلى حرارة من المنطقة المحيطة بحوالى 9 درجة مئوية نتيجة لكثافة المباني، وزيادة حركة المرور على الطرق والأنشطة البشرية التى تساهم في حدوث تأثير "الجزر الحرارية الحضريةurban heat island ". الغطاء النباتي، وخصوصا الأشجار، لها دور حاسم في خفض درجات الحرارة من خلال توفير الظل، والتي تعكس أشعة الشمس وإحداث التبخر للرطوبة من خلال ثغور الأوراق.
هذه الدراسة، نشرت في دورية "الغابات الحضرية وتخضير المدن"، وهى خلاصة لتحليل البيانات المأخوذة من ثماني مساحة خضراء فى لندن بمساحات تتراوح مابين 0.2 – 12.1 هكتار. المساحات الخضراء الصغيرة جدا (أقل من 0.5 هكتار) لم تؤثر على درجة حرارة الهواء للمناطق المحيطة بها.
ولكن كلما زادت المساحة الخضراء كلما زادت المسافة الفوقية التي يتم تبريدها فى علاقة خطية. وفى المساحات كثيفة الأشجار زادت المسافة لأبعد من حدود المساحات الخضراء حيث أمكن قياس درجة التبريد، في حين أن كمية التبريد ارتبطت بشكل أكبر مع مساحة مسطحات النجيل الخضراء.
وجد الباحثون أنه خلال الليالى العاصفة لم يكن من الممكن قياس آثار التبريد الناتجة عن المساحات الخضراء خارج حدودها حيث يكون الهواء مضطرب؛ ولكن في الليالي الدافئة الهادئة تشير التقديرات إلى أن وجود شبكة من المساحات الخضراء تبلغ مساحة كل منها حوالي 3-5 هكتار، تقع على أبعاد 100-150 متر من شأنها أن توفر التبريد الشامل للمدينة ذات المناخ والخصائص المشابهة لمدينة لندن.
هذه المعلومات يمكن أن تساعد مخططي المدن على تصميم البيئات التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في المدن .الأشجار ومسطحات النجيل على حد سواء لهما دور هام في المساعدة على تبريد المدن، فوجود الأشجار يعني أنه يمكن الشعور بتأثير التبريد بشكل كبير ، بينما المزج بين الأشجار والمسطحات هو الأكثر مثالية.