لماذا نحتاج إلى الأشجار في مدننا؟
الأشجار تحسين المعيشة فى المدن لأسباب لا تعد ولا تحصى. ومع ذلك، لسنوات عديدة ظل الغطاء الشجرى في المناطق الحضرية في تناقص مستمر. في كثير من الأحيان يتم استبدال الأشجار الناضجة الكبيرة التي تصل إلى مرحلة الشيخوخة والتدهور بأخرى أصغر فى العمر. هذه الأشجار تعانى منذ زراعتها حتى تتجذر فى التربة وتصل إلى مرحلة النضج بسبب ما يحيط بها من أسفلت وبلاط وقلة تهوية وجفاف وتلوث.
وقد أكدت الأبحاث على مدى السنوات القيمة والفوائد الهائلة التي تعطيها الأشجار الحضرية. وفيما يلي بعض الحقائق للمساعدة في التحقق من أهمية الأشجار في المناطق الحضرية وماهو المطلوب من المختصيين لوضع الأنظمة المناسب لرعايتها.
المنظر الجمالى
قليل من الأشياء يمكن مقارنتها مع الأثر الجمالي والاهتمام الموسمية الذى توفره الأشجار للبيئة الحضرية. أنها تضيف قيمة جمالية عالية إلى أي منطقة تزرع بها، ويمكنها أن تعزز إلى حد كبير تصميم الشوارع.
جودة الهواء
مقابل كل 10٪ زيادة في ظل الأشجار في المناطق الحضرية، ينخفض تركيز الأوزون الأرضى بنسبة 3-7٪. ثبت أيضا أن الأشجار تزيل الكربون من الجو، حيث تمتصه وتخزنه فى صورة سليلوز في الجذوع والفروع، والأوراق (وهي عملية تعرف باسم احتجاز الكربون sequestration). زراعة الأشجار لا تزال واحدة من أكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة لتقليل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. ويمكن للشجرة الناضجة امتصاص ثاني أكسيد الكربون بمعدل 21.6 كجم / عام، وإنتاج أكسجين في الجو يكفى لشخصين. وقد أظهرت الأبحاث أيضا انخفاضا بنسبة 60٪ في الجسيمات العالقة من أبخرة عوادم السيارات في الشوارع التى تصطف بها الأشجار.
الصحة والرفاه
ثبت أيضا ان الأشجار لها تأثير إيجابي على سرطان الجلد، والربو، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض المرتبطة بالإجهاد من خلال تنقية الهواء الملوث، والحد من تكوين الضباب الدخاني، وتوفير الظل ضد الإشعاع الشمسي، وتوفير حالة هادئة مناسبة للاستجمام.
ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والجسيمات وأول أكسيد الكربون، والكادميوم والنيكل، والرصاص كلها ملوثات تعمل الأشجار باستمرار على إزالتها من الجو.
الأشجار أيضا تشكل الحواجز الفعالة للمساعدة فى امتصاص الصوت وتقليل التلوث الضوضائي الغير مرغوب فيه بالمدن. كما يعتبر التنوع البيولوجي للأشجار هام لتوفير الموائل الطبيعية للطيور، والحيوانات الأخرى.
تقليل التكاليف
وفقا لدائرة الغابات في الولايات المتحدة فإن كل 1 دولار يتم إنفاقه على الأشجار، يعود بحوالى 2.70 دولار فى صورة منافع. أجريت دراسة مماثلة في المملكة المتحدة حسبت أن كل واحد جنيه إسترلينى ينفق على زراعة الشجرة، فهو يوفر منافع بقيمة 7 إسترلينى ، أو 2.1 مليار إسترلينى على صعيد المملكة.
إدارة مياه الأمطار
فى الدول المطيرة، لكل 5٪ من الغطاء الشجري في المجتمع، يتم تقليل جريان مياه الأمطار بنسبة 2٪. الأشجار تمنع جريان مياه الأمطار من الوصول إلى مجارى الأنهار والماء الأرضى محملاً بالمواد الكيميائية الضارة التي تم غسلها من الطرق والأرصفة.
قيمة الملكية
أظهرت دراسات مستقلة زيادة تتراوح مابين 5-15٪ في قيمة العقارات بالشوارع التى تصطف على جانبيها، مما يثبت أن الأشجار تزيد قيمة العقارات التجارية والسكنية.
الحد من الجريمة
اكتشف الباحثون انخفاضا في الجريمة سواء العنيفة منها أوالصغيرة، بما في ذلك العنف المنزلي من خلال التأثير المهدئ للأشجار الناضجة.
تأثيرات التبريد
الأشجار تقلل درجات الحرارة عن طريق توفير الظل وبخار الماء بواسطة النتح، وهذا يساعد على خفض فواتير تكييف الهواء واستخدام الطاقة. أثبتت الدراسات أن شجرة ناضجة واحدة يمكن أن تنتج نفس تأثير التبريد لحوالى 10 مكيفات هواء الغرفة. هذا يصبح أداة فعالة في الحد من تأثير الجزر الحرارية الحضرية وتبريد المناطق الساخنة في المدن. يمكن للأشجار أيضاً توفير ما يصل الى 10٪ من استهلاك الطاقة المحلي من خلال تعديل المناخ المحلي.
سرعة الرياح المعاكسة
المباني تزيد سرعة الرياح حيث يضطر الرياح لمواصلة الهبوب من حولها. أما فى وجود الأشجار تقل إلى حد كبير سرعة الرياح لمسافة تصل إلى 10 مرات طولها.
الأشجار في المناطق الحضرية تواجه بيئة صعبة. فالبنية الحضرية التى يغلب عليها الطرق المسفلتة والأرصفة تحرم الأشجار من ارى بمياه الأمطار التى تفقد فى مجارى الصرف دون الاستفادة منها، كما أن المتطلبات الهندسية استخدام البلاط فى الرصف تضاد تماماً ما تحتاجه الشجرة للنمو بشكل جيد حيث تقل التهوية وترتفع درجة حرارة التربة مما يؤثر على نمو جدور الشجرة.
من المهم أن نفهم أن جزءا كبيراً من الأشجار الحضرية التي يتم زراعتها لا تصل إلى مرحلة النضج، وبالتالي لاتستطيع منح القدر الكافى من الفوائد المرجوة منها. مع ذلك، يجب علينا أن نضمن أن الأشجار الحضرية حديثة الزراعة تحصل على ما تحتاجه من رعاية.