top of page

تدهور خصوبة التربة وشح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يهدد الزراعة فى أفريقيا


سيصبح الوضع البيئى فى أفريقيا أكثر حدة في السنوات المقبلة بحلول منتصف هذا القرن، لأن تغير المناخ سوف يؤدي إلى انخفاض بنسبة 22٪ في إنتاج الذرة و 18٪ في إنتاج الفول السوداني، وفقاً لدراسة حديثة (مرجع). كما تتأثر مخرجات المحاصيل الأساسية الأخرى مثل الذرة الرفيعة والدخن، والكسافا. هذا الخبر المقلق للمنطقة يجعلها عرضة بشكل غير مسبوق للمجاعة.


وبذلك إستعادة مزارع المحاصيل مرة أخرى لحالتها الصحية هو المفتاح لمساعدة المزارعين على بناء قدرتهم على التكيف مع تغير المناخ وإعدادهم لأي تحديات أخرى قد تقع في المستقبل. ولكن ذلك يتطلب م كميات وافرة من كل من التمويل والتنسيق والتي حتى الآن غير موجودة أو شحيحة. الفشل الذريع لجهود وقف تدهور الأراضي على مدى 50 عام الماضية يرجع لعشوائية تطبيق المشاريع المختلفة لكن أفضل ما نحتاج إليه هو برنامج مشترك ومتكامل.


مشروع الساحل أو رسمياً "مشروع الجدار الأخضر الكبير للصحراء والساحل (مارس 2011 – يناير 2014)" حصل بالفعل على تمويل يقدر بـ 2 مليار دولار من مجموعة واسعة من الجهات المانحة بما في ذلك البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO). بدأت المبادرة بفكرة عظيمة لبناء جدار من الأشجار على طول الحافة الجنوبية للصحراء، من السنغال في الغرب إلى منطقة القرن الأفريقي في الشرق. لكنها تحولت تدريجياً إلى مشروع أكثر شمولية لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة في وسط حزام المناطق الجافة في أفريقيا.


وقد حقق المشروع بالفعل بعض النتائج المثيرة للإعجاب: تحت مظلة الجدار الأخضر الكبير، استعادت السنغال 27 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة وزرع 11 مليون شجرة من الأنواع المستوطنة. وقد اعتمدت عشرة بلدان في المنطقة خطط عمل وطنية وإنشاء وكالات وطنية مخصصة لدعم الحملة. كان مشروع الجدار الأخضر الكبير ناجحاً، لأنه لم يعمل مستقلاً، بل تعاون مع المشاريع والهياكل الموجودة بالفعل على المستويات الإقليمية والوطنية، والمحلية.

bottom of page