top of page

الأقمار الصناعية تكشف 5 نقاط ساخنة لفقدان الغطاء الشجري


الغابات الاستوائية في العالم في ورطة كبيرة، كما تؤكد بيانات الأقمار الصناعية الجديدة من جامعة ميريلاند، وجوجل، والتى نشرت حديثاً فى شهر سبتمبر 2015.


خسر العالم أكثر من 18 مليون هكتار من الغطاء الشجرى في عام 2014. وخسرت البلدان الاستوائية وحدها حوالى 9.9 مليون هكتار من الغطاء الشجرى. فقدان الغطاء الشجري يقاس بالمساحة المقطوعة من الأشجار أو الأشجار الميتة، بغض النظر عن السبب وشاملة لجميع أنواع الغطاء الشجري، من الغابات الاستوائية المطيرة في إندونيسيا إلى مزارع الأشجار في أوروبا.


تزايد وتيرة فقدان الغطاء الشجري في المناطق المدارية هي مصدر قلق كبير، وفى وجود تحقيق أعمق يمكن أن نكشف عن رؤى لمعالجة دوافع إزالة الغابات.


البرازيل وإندونيسيا

فقدان الغطاء الشجري الاستوائي يمتد الى ابعد من البرازيل وإندونيسيا. إزالة الغابات المدارية تميل إلى التركيز على تلك الدولتين لسبب وجيه، لامتلاكهما بعض الغابات الاستوائية الأكثر شمولا وتنوعاً في العالم. ومع ذلك، خفضت البرازيل معدل إزالة الغابات في منطقة الأمازون بنسبة 70 % خلال العقد الماضي، ويعتبر ذلك قصة نجاح في مجال حفظ الغابات. قامت اندونيسيا مؤخرا بتمديد وقف منح الترخيص في المستقبل لإزالة الغابات في بعض المناطق الغنية بالغابات في البلاد.


ومع ذلك شهد عام 2014، زيادة في فقدان الغطاء الشجرى في كلا البلدين. وقد اقترح المراقبون أن تلك الزيادة في البرازيل يمكن أن تكون نتيجة للتغيرات في أسعار السلع الأساسية والتشريعات. في إندونيسيا، أحدث بيانات كانت مخيبة للآمال في أعقاب الانخفاض في فقدان الغطاء الشجرى في عام 2013، ولكن الخسارة لا تزال أقل بكثير من المعدلات التى حدثت في عام 2012. ولكن البرازيل وإندونيسيا وحدهما لا ترسمان الصورة الكاملة. فقد فقد أكثر من 62 % من الغابات الاستوائية في عام 2014 في بلدان خارج البرازيل واندونيسيا، مقارنة مع 47 % في عام 2001.



منطقة الميكونج الكبرى (التي تتألف من فيتنام وتايلاند وكمبوديا ولاوس وميانمار ومقاطعة يوننان الصينية) وهي موطن لأهم الغابات ذات التنوع البيولوجي في العالم. هذه الغابات تعتبر ذات أهمية اقتصادية للسكان المحليين. باستثناء الصين، ارتفع متوسط ​​معدل فقدان الغطاء الشجرى في دول الميكونج من 2001 وحتى 2014 بأكثر من خمسة أضعاف المعدل ببقية المناطق المدارية. الوضع مقلق خصوصا في كمبوديا، ويرجع ذلك إلى تحويل مساحة كبيرة من الغابات الطبيعية لمزارع المطاط. منذ عام 2001، تسارع فقدان الغطاء الشجرى في كمبوديا أسرع من أي بلد آخر في العالم. على الرغم من أن هذا الفقد بلغ ذروته بكمبوديا في عام 2010، فإنه لا يزال مرتفعا للغاية. وفقدت كمبوديا أربعة أضعاف مساحة الغطاء الشجري في عام 2014 كما في عام 2001. و قد أكد الباحثون وجود علاقة قوية بين فقدان الغابات في منطقة ميكونج وأسعار المطاط العالمية.


خارج منطقة الأمازون (جران شاكو) في حين أن معدلات فقدان الغطاء الشجري تتناقص ببطء في منطقة الأمازون في البرازيل، إلا أن ما نراه الآن معدلات مقلقة من فقدان الغطاء الشجرى في مناطق الغابات الأخرى من أمريكا الجنوبية، وخاصة في الغابات الاستوائية الجافة في منطقة جران تشاكو تغطي مجالات باراجواي، والأرجنتين وبوليفيا. تبرز باراجواي على وجه الخصوص باعتبارها نقطة ساخنة بارزة لخسارة الغطاء الشجرى سواء في شاكو وغيرها من النظم الإيكولوجية مثل الغابات المستحقة الأطلسي ذات التنوع البيولوجي نتيجة التوسيع فى تربية المواشي وزراعة فول الصويا.


غرب أفريقيا وحوض الكونغو ، من ضمن عشر دول هى الأعلى لفقدان الغطاء الشجري، نصفهم تقريبا توجد في غرب أفريقيا. بينما لا يعتقد الكثيرون أن غرب أفريقيا منطقة يحدث بها إزالة للغابات، فإنه زاد التوسع في تطوير زراعة زيت النخيل وأثر سلبا على الغابات في المنطقة حيث قام المستثمرون وغيرهم بتسريع تبادل المعلومات حول تلك المنطقة وجدواها. شهدت بلدان حوض الكونغو، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية الكونغو، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى والجابون أيضا فقدان للغطاء الشجري بشكل متسارع بسبب التوسع فى زراعة زيت النخيل، واستخراج الأخشاب والزراعة على نطاق صغير.


مدغشقر منطقة ساخنة أخرى بارزة بأفريقيا. في عام 2014، خسرت مدغشقر مساحة كبيرة تصل لحوالى 318465 هكتار من الغطاء الشجري، ما يقرب من 2 % من المساحة الإجمالية للغابات، وذلك بسبب الزراعة والتعدين واستخراج الأخشاب ذات القيمة العالية. وخاصة فيما يتعلق بالنظر إلى هذه المعدلات العالية من التنوع البيولوجي والتوطين في الغابات في مدغشقر، بما في ذلك العديد من الأنواع غير المكتشفة حتى الآن.


ونحن نقترب من القمة المقبلة للامم المتحدة المناخ (COP 21) في باريس في ديسمبر المقبل، فإن الدول بحاجة إلى إيلاء اهتمام خاص لغاباتها. في كل دولة تم ذكرها باستثناء الصين، وتغير استخدام الأراضي بما في ذلك إزالة الغابات يمثل أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة. ودون اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين إدارة الغابات مثل توجيه التوسع الزراعي على الأراضى المتدهورة بالفعل فإن العديد من البلدان قد يغيب عن أهدافها خفض الانبعاثات. وهذا قد يحد أيضا من إمكانية وصولهم إلى تمويل REDD + أو غيرها من مخططات الدفع مقابل الأداء التي تقدمها الدول المانحة. الأهم من ذلك، فإن هذه الدول سوف تخسر الفوائد التى لا تحصى والتي توفرها الغابات للسكان، مثل الهواء النظيف والمياه النقية والحطب والمواد الغذائية، والموئل للحياة البرية، وأكثر من ذلك بكثير.


هذه الدروس مهمة للشركات الاستهلاكية والدول التي تشتري السلع التي لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الغابات أيضا. الصين، على سبيل المثال، لها آثار هائلة على الغابات أبعد من حدودها، حيث زيادة الطلب على الصويا تؤدى لإزالة الغابات في أمريكا اللاتينية، والطلب على الأخشاب والمطاط والطاقة المائية يؤدي إلى إزالة الغابات في منطقة ميكونج. ثم يتم إعادة تصدير بعض من هذه الواردات إلى الأسواق الأخرى بما في ذلك أوروبا واليابان وأمريكا الشمالية. وينبغي أيضا أن تجد البلدان بما في ذلك الاستهلاكية الكبيرة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سبل لتقليل البصمة على الغابات في الخارج.

bottom of page