top of page

الأشجار في المناطق الحضرية  تعزز عقول الأطفال



وجد علماء النفس أن المشي في حدائق المدن هو أفضل بكثير للدماغ المتعب من السير في شوارع المدينة النموذجية. (حتى الرؤية الخاطفة من نافذة لبعض المساحات الخضراء يمكن أن تحسن الصحة البدنية) . ويطلق على هذا التفسير الرائد "نظرية استعادة التركيز": حيث ملكاتنا العقلية تكون منهكة نتيجة الشوارع المزدحمة والمباني الشاهقة والحياة الحضرية، وعندما نتواجد فى الحدائق نحصل على الانتعاش من الطبيعة.


وقد ركزت الدراسة على نظرية استعادة التركيز على الكبار أو الأطفال بشكل مفرط. ولكن الأبحاث الجديدة من Anne Schutte و Julia Torquati من جامعة نبراسكا Heidi Beattie من جامعة تروي أتاحت دراسة تأثير الأشجار الحضرية على الأطفال الصغار (عمر أقل من 8 سنوات) الذين يتمتعون بصحة جيدة ولكن لا تزال قدرات التركيز فى مرحلة التطور.


وتشير هذه النتائج أنه على الرغم من أن حاسة الإنتباه لدى الأطفال الصغار أقل تطوراً ، إلا أنه يمكنهم الاستفادة من تواجدهم في الطبيعة.


تم تجنيد مجموعتين من الأطفال للدراسة (باستثناء هؤلاء الذين يعانون من عجز الانتباه)مجموعة تمثل مرحلة ما قبل المدرسة (الذين تتراوح أعمارهم 4 – 5 سنوات) ومجموعة تمثل سن المدرسة (تتراوح أعمارهم بين 7 – 8 سنوات). تمشياً مع الدراسات السابقة لاستعادة التركيز ، جاء الأطفال إلى المختبر وتم تفريغ أدمغتهم من بعض الطاقة باستخدام لعبة اللغز jigsaw puzzle. ثم ترك نصف عدد الاطفال (وحدهم ودون ذويهم) بعمل جولة لمدة 20 دقيقة سيرا على الأقدام خلال أحد الشوارع (بيئة حضرية نموذجية)، واستغرق النصف الأخرفى نزهة بالطبيعة .


بعد المشي عاد هؤلاء الاطفال الى المختبر وتم إجراء سلسلة من الاختبارات لقياس الجوانب المختلفة لوظائفهم العقلية. (وبعد أسبوع عاد الأطفال لنفس سلسلة. وكانت الفكرة بسيطة فإن أحدثت الطبيعة الحضرية إنتعاش للعقل، فسوف يحقق الأطفال الذين ساروا فى الطبيعة درجات أعلى من أولئك الذين ساروا فى البيئة الحضرية.


وجد الباحثون بعض الأدلة على أن الأشجار يمكن أن تساعد على استعادة التركيز والصحة العقلية لصغار السن. كان رد فعل الأطفال الذين اتخذوا المشي فى الطبيعة أسرع من أولئك الذين قد قاموا بنزهة فى شوارع المدينة. كانت مؤشر الدقة المكانية أيضا أكبر بكثير في مرحلة ما قبل المدرسة للذين مشوا فى الطبيعة؛ النتائج لم تكن ذات دلالة إحصائية للأطفال في سن المدرسة، ولكنها تميل في نفس الاتجاه.


ولكن النتائج لا تزال توفر بعض الدعم الأولي بأن المنتزهات الحضرية تعزز عقول الأطفال. هذه النتائج مع نظيرتها من الدراسات الأخرى لها آثار مهمة للمعلمين وصانعي السياسات لأنها تحض على إتخاذ القرارات حول إنشاء المساحات الخضراء في ملاعب الأطفال، ومقدار الوقت اللازم للاستراحة، وحتى زراعة الأشجار وتوفير المساحات الخضراء في الأحياء الحضرية. عدم تعرض الأطفال للبيئات الطبيعية قد يكون له العديد من العواقب الوخيمة على صحة ورفاهية الأطفال، خصوصا إذا كانوا يعانون من اضطرابات النمو.

bottom of page