top of page

المساحات الخضراء مفيدة لمخ الأطفال


عندما يتعلق الأمر بالفوائد البدنية والنفسية للأطقال نتيجة تعرضهم للطبيعة وخصوصا في مشهد مليء بالحياة النباتية الزاخرة فإن الأدلة تتزايد فى الآونة الأخيرة ومنها تلك الدراسة. ففى دراسة قام بها باحثون استراليون تبين أن فترة استرخاء قصيرة لمدة 40 ثانية والتي ينظر الطلاب فيها إلى صور رقمية لحدائق الأسطح، أدت إلى تحسن الأداء في المهام المعرفية التي تتطلب التركيز.


في ما يبدو أن الدراسة الأولى من نوعها، قام فريق من الباحثين باكتشاف فوائد إضافية لا تعد ولا تحصى للأطفال الذين يذهبون إلى المدارس التي تضم الكثير من المساحات الخضراء والمناظر الطبيعية. فالاطفال الذين يتمتعون بالمزيد من المساحات الخضراء فى مدارسهم وحول مساكنهم، لم يظهروا اهتماماً أفضل فحسب، ولكن أيضا تفوق فى قدرة ذاكرتهم.


البحث، أجراه باحثون من إسبانيا والنرويج، والولايات المتحدة على 2593 طفل يتراوح أعمارهم 7-10 سنوات من 36 مدرسة فى برشلونة على مدار سنة كاملة. أخذ كل طالب أربعة اختبارات معرفية متكررة على فترات لمدة ثلاثة أشهر في غضون عام واحد. في الوقت نفسه، لكل طفل، استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية لحساب المساحة الخضراء في جميع أنحاء المنزل، وعلى طول الطريق من وإلى المدرسة، وحول المدرسة نفسها.


بشكل عام أظهر الأطفال تحسن في هذه الاختبارات في هذه الاختبارات مع مرور الوقت ، نتيجة لتطور أدمغتهم. ولكن باستمرار تعرض الاطفال للمساحات الخضراء إزداد معدل التحسن في الذاكرة والتركيز. ومن المثير للاهتمام، أن المساحات الخضراء بمحيط المنزل لم يكن لها تأثير كبير وبالعكس من ذلك، كانت المساحات الخضراء فى طريق إلى المدرسة وبشكل خاص فى المدرسة كانت مؤثرة جداً. كما حدث تطور معرفى إلى الأفضل بالنسبة الاطفال كلما كان هناك مساحات خضراء أكثر تحيط بالمدرسة. بالرغم أن نسبة التطور المعرفى بلغت 5% على مدار فترة الدراسة والتي قد تبدو صغيرة ولكن على نطاق أطفال المدينة عامة، يمكن أن يكون لها تأثيرات ضخمة. في الوقت نفسه، قيم الباحثون أيضا مستويات ما أسموه تلوث الهواء المتعلقة بحركة المرور، والتي تميل بطبيعة الحال إلى أن تكون أقل في المناطق التى بها المزيد من المساحات الخضراء. ووجدوا أنه عندما أضيف دور التلوث في نماذجها، وهذا يبدو أن هناك عامل مهم جدا - أنه أظهر علاقة ارتباطية أفضل بنسبة 20-65 % بين المساحات الخضراء والتنمية المعرفية. الفوائد الواضحة بين التواجد بالمساحات الخضراء والتطور المعرفي قد يرجع جزئيا لتقليل التعرض لتلوث الهواء المتعلق بالمرور ولكنه ليس السبب الوحيد.


وهذا يثير مسألة ماهى بالتحديد، الآلية التي تمنح الآثار المفيدة المتعددة عند التعرض للخضرة ؟. يسرد الباحثون مجموعة متنوعة من الآليات الأخرى الممكنة مثل تقليل التعرض للضوضاء على سبيل المثال، أو أكثر من ذلك مثل ممارسة التمارين في الهواء الطلق.


وبالإضافة إلى ذلك هناك فرضية "biophilia" ، الذي يفترض أنه بسبب أن البشر تطوروا في بيئات متعددة من أشكال المساحات الخضراء، والتى أصبحت تمثل جزء خفى فى أنفسهم يجذبهم لهذه الأماكن الخضراء وعندما يحرم أى إنسان من هذه المساحات الخضراء، يتولد لديه شعور بالجوع أو الاحتياج لها فإن لم يجدها حوله ويتواجد داخلها لبعض الوقت يبدأ ظهور الأمراض النفسية.لذلك فإن الاتصال مع الطبيعة هو حاجة إنسانية أساسية. هذه الاستجابة الفطرية إلى الطبيعة يمكن أن تكون مفيدة جدا للصحة، والإنتاج، كما تحسن الصحة الجسدية والعقلية.


الآثار المترتبة على البحث تبدو واضحة حيث أوصى إدارات المدارس بزراعة الكثير من الأشجار والحدائق، وبشكل أعم، ينبغي تعزيز المدن بالمزيد من المساحات الخضراء كلما أمكن ذلك.


bottom of page