الرجل الذي أوقف الصحراء
في بوركينا فاسو هناك مزارع متواضع جدا اسمه يعقوبا ساوادوجو. قبل 20 عاما كان يمر عبر الصحراء أحيا تقنية قديمة فى الزراعة تؤدى لتحسين نوعية التربة. الأداة الوحيدة التي كان يمتلكها هى الفأس واعتقاد قوي بأن الأمور يمكن أن تتغير إلى الأفضل.
في الثمانينيات من القرن الماضي عندما وجد أرض شعبه عانت من موجة جفاف (التي كانت تعرف باسم منطقة الساحل)، فاختفى كل العشب، وقل هطول الأمطار بنسبة 80٪ وتحولت مساحات واسعة من غابات السافانا إلى أرض جرداء. فهاجر الناس بحثا عن الطعام والماء، ولكن بقي ياكوبا. هو شخص غير قادر على القراءة أو الكتابة، ومع ذلك دون استخدام أي نوع من التكنولوجيا الحديثة واصل حفر جور وزرع فيها بذور بأسلوب آبائه وأجداده، والذى يسمى "الزاي zai " وبالتأكيد تم تحسين هذا الأسلوب عن طريق زيادة قطر الجورة من أجل تجميع أكبر كمية من الرطوبة حول الجذور، ثم أضاف السماد مع القش للحفاظ عليه حيوية التربة.
وكانت نتائج يعقوبا ناجحة ، فزاد العائد من الأرض من محاصيل الدخن والذرة الرفيعة ثم بدأ في زراعة الأشجار. إلى جانب التحسينات في الجور والتى تسمح بالمزيد من المياه لاختراق التربة، وبالتالي زيادة كمية المياه في الخزانات الجوفية في المنطقة للمرة الأولى منذ موسم الجفاف.
وأثارت قصة يعقوبا الاهتمام الدولي ففي عام 2010 تم إعداد فيلما وثائقيا بعنوان "الرجل الذي أوقف زحف الصحراء" يسرد تجربته ومثابرته. وقد صممت على الموارد المالية التي جمعها الفيلم أنفقها ياكوبا لاستعادة الغابات في المنطقة وعمل برنامج تعليمي للمزارعين، والآن في جميع أنحاء المنطقة أصبحت "الزاي" تقنية لتنشيط التربة وتعليم المزارعين كيفية رعاية التربة والتكيف مع تغير المناخ.