التنمية المستدامة لضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية في جميع الأعمار

غالبا ما تعتبر الصحة كحق أساسي من حقوق الإنسان، وتم تعريفها من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، بأنها ليست مجرد الخلو من المرض، ولكن في حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا والرفاهية الاجتماعي. ويمكن اعتبار التنوع البيولوجي كأساس لصحة الإنسان؛ أنه يعزز أداء النظم الإيكولوجية التي نعتمد عليها للغذاء والمياه العذبة، ويساعد في تنظيم المناخ والفيضانات والأمراض، ويوفر فوائد الترفيهية، ويعزز القيم الجمالية والروحية.

تعتمد صحة الإنسان في النهاية على خدمات النظم الإيكولوجية التي أصبحت ممكنة بفضل التنوع البيولوجي والمنتجات المشتقة منها. في حين أن الترابط بين التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي وصحة الإنسان هي معقدة بطبيعتها، البحوث المتعددة التخصصات يهدف إلى تطوير فهم أشمل لهذه العلاقات الأساسية.

في حين أن جميع أهداف أيشي للتنوع البيولوجي Aichi Biodiversity Targets لديها الروابط المحتملة على الصحة والرفاهية، والهدف الرابع عشر ويركز بشكل واضح على خدمات النظم الإيكولوجية التي تسهم في الصحة وسبل العيش والرفاهية. الإجراءات التي تدعم تنفيذ أهداف أيشي للتنوع البيولوجي وتوفر الفرص لتحسين الصحة البشرية العالمية وصحة النظام الإيكولوجي.

المعدل الحالي لفقدان التنوع البيولوجي يحتمل أن يكون لها عواقب وخيمة تعرقل الجهود الرامية إلى تحقيق مجموعة من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالفقر والجوع والصحة، من خلال زيادة إضعاف الفقراء والحد من الخيارات من أجل التنمية المستدامة.

على سبيل المثال، الحصول على الكائنات الحيوانية فى البرية والبيئة البحرية، ونظم المياه العذبة الأرضية أمر بالغ الأهمية لتغذية الإنسان، والانخفاضات العالمية تشكل تحديات كبيرة في الصحة العامة للبشرية التي تعتمد على الموارد، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

استخدام المدخلات الكيميائية، وخاصة المبيدات الحشرية، كان له آثار سلبية وخيمة على الحياة البرية، وصحة الإنسان والتنوع البيولوجي الزراعي. في حين أن السيطرة على ناقلات الأمراض مثل الملاريا قد ولدت من الفوائد الصحية، واستخدام المبيدات الحشرية - وخاصة في الزراعة أدى إلى تلوث بيئي خطير، وصحة الإنسان تتأثر (25 مليون نسمة سنويا يعانون التسمم الحاد بالمبيدات في البلدان النامية) و تسبب في وفاة العديد من غير المستهدف من الحيوانات والنباتات والأسماك.

الجهود الرامية لجعل الزراعة أكثر كفاءة من خلال تحسين الاستهداف وكفاءة الأسمدة والمبيدات واستخدام المياه تساعد في تقليل خسائر ما بعد الحصاد، وتقلل من النفايات الغذائية وتعزز الوجبات الغذائية المستدامة.

الاعتماد الأساسي على التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي يوفر فرصاً كبيرة أكثر اتساقا وإدارة لخدمات التنوع البيولوجي لصحة الإنسان والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام على جميع المستويات. يمكن تحسين فهمنا للروابط المعقدة بين التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي وصحة الإنسان، وكذلك تعزيز المنافع المشتركة من خلال السياسات المشتركة وتنفيذ الأنشطة من خلال تعزيز التعاون مع القطاع الصحي وتحسين إدماج التنوع البيولوجي في الاستراتيجيات والبرامج الصحية الوطنية والصحة في مواطن استراتيجيات وأنشطة التنوع البيولوجي. مما سيساعد على التعرف على المحيط الحيوي صحي كشرط مسبق لصحة الإنسان والازدهار.

الخلاصة

• يدعم التنوع الحيوى عمل النظم الإيكولوجية ويعمل على توفير السلع والخدمات الأساسية لصحة الإنسان ورفاهيته. وتتأثر الصحة مباشرة من تدهور البيئة وتدهور نوعية التنوع الحيوى.

• الحصول على مياه نظيفة أمر أساسي لصحة الإنسان وأولوية للتنمية المستدامة. الآن، ما يقرب من 1 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب المأمونة ويبلغ عدد الوفيات السنوية 2 مليون حالة وفاة يمكن أن تعزى إلى المياه غير المأمونة والصرف الصحي وعدم النظافة الصحية. التنوع الحيوى والنظم الإيكولوجية تلعب دورا رئيسيا في تنظيم كمية ونوعية المياه، ولكنهما تدهورا بفعل التلوث.

• تلوث الهواء هو واحد من أهم المخاطر الصحية البيئية في جميع أنحاء العالم، والمسؤول عن سبعة ملايين حالة وفاة في عام 2012. وتلوث الهواء يؤثر أيضا على التنوع البيولوجي؛ حيث يقلل التنوع الحيوى النباتي ويؤثر على خدمات النظم الإيكولوجية الأخرى، مثل المياه النظيفة وتخزين الكربون.

• العديد من الأمراض التي أصابت أو أدت لوفاة معظم الناس قبل قرن من الزمان أصبحت قابلة للشفاء اليوم إلى حد كبير بفضل العلاج أو الوقاية منها بالأدوية، والكثير منها مستمدة من التنوع البيولوجي. ومع ذلك، ففي كثير من الحالات، فإن الكائنات الحية ذاتها التي أعطت الإنسانية فرصة الحياة والبقاء أصبحت مهددة بالانقراض بسبب الأنشطة البشرية.