تدمير أراضي الخث يسبب الفيضانات المدمرة والكوارث الاجتماعية والاقتصادية- 2
الصرف يجفف تربة الخث ، مما يجعلها عرضة للحرائق والسماح لمحتوى الكربون به أن يتأكسد ويتحول إلى غاز ثانى أكسيد الكربون فينطلق إلى الغلاف الجوي. هذا النوع من الدمار غير المسؤولة أدى إلى أن إندونيسيا تصبح واحدة من أكبر بواعث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم. وتعتبر اندونيسيا ثالث اكبر دولة تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري، بعد الولايات المتحدة والصين.
توقع علماء رصد كمية الكربون المتراكم في غابات أراضي الخث في إندونيسيا على مدى آلاف السنين أن ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تنطلق في الجو إذا استمر قطع الغابات وحرقها، ، لزراعات زيت النخيل والمحاصيل الأخرى.
وكانت دراسة مركز البحوث الحرجية الدولية الجديدة أول من استخدم نموذج الخث الهولوسين Holocene لجمع البيانات الموجودة على أنواع النباتات، ومعدلات التحلل ، وأعماق المياه الجوفية الموجودة في مناطق المستنقعات الداخلية الساحلية باندونيسيا لتقدير كمية الكربون التي تراكمت على مدى 11 ألف عام و 5 ألاف عام. ثم تم استخدام النموذج بعد ذلك لإنشاء عدد من السيناريوهات للتنبؤ بالتأثيرات المستقبلية لإزالة الغابات وحرق أراضى الخث لتحويلها لزراعات زيت النخيل.
ووجد الباحثون أنه من بين 3300 طن من الكربون في الهكتار الواحد تخزن في مناطق المستنقعات الساحلية في اندونيسيا، ما تمثل أكثر من نصف الكمية التى تتحرر في الجو على مدار 100 سنة عند تحويلها إلى مزارع نخيل الزيت - وهو ما يعادل كمية الكربون المتراكمة على مدار 2800 عاما.
ما يثير الدهشة هو مدى بطء عملية تراكم الكربون وتطوير تربة الخث، ولكن عند تدميرهذه النظم من خلال النشاط البشري، يتم تحرير غاز ثاني أكسيد الكربون بسرعة كبيرة. وفقا لمركز البحوث الحرجية الدولية، يتم تدمير أكثر من 100 ألف هكتار من غابات أراضي الخث كل عام لزراعة زيت النخيل ومحاصيل أخرى.
في إندونيسيا وحدها، يتم تخزين حوالى 60 مليار طن متري من الكربون في أراضي الخث، وعلى الصعيد العالمي، قدرت كمية الكربون المخزنة في أراضى الخث الاستوائية بحوالى 88.6 مليار طن مترى. وحرق أراضي الخث هو السبب الرئيسي لسحب الدخان التى تمتلئ بها سنويا إندونيسيا والدول المجاورة، ويسبب مشاكل صحية لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك الربو، ومشاكل في التنفس، والصداع، والطفح الجلدي، والرئة، والعين، ومشاكل الجلد.
لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد الوفيات الناجمة عن التلوث الدخانى، لكن منظمة السلام الأخضر تقول أن النماذج التى أعدها الباحثون في عام 2012 قدرت معدل 110 ألف حالة وفاة سنويا في اقليم Riau بسومطرة نتيجة حرائق الغابات بأراضى الخث. وترتبط هذه الوفيات في المقام الأول مع التعرض الموسمي على المدى الطويل لجزيئات الدخان. وهذا يزيد إلى ما يقرب من 300 ألف حالة وفاة خلال عام ظاهرة النينيو.
معالجة العوامل التى تؤدى لضياع وتدهور الأراضي الرطبة عن طريق ضمان أن صناع القرار في القطاعات الرئيسية مثل المياه والطاقة والتعدين، والزراعة، والسياحة، والتنمية الحضرية نقدر القيمة والفوائد التي توفرها الأراضي الرطبة وتدرج هذه الفوائد في سياساتها.
تشجيع الاستخدام الأمثل لجميع الأراضي الرطبة واستعادة الأراضي الرطبة ذات الأهمية لحفظ التنوع البيولوجي والحد من مخاطر الكوارث، وسبل العيش، و/ أو التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه؛ وتحسين تنفيذ الاتفاقية من خلال تعبئة الموارد، والعمل من خلال الشراكات وبناء القدرات، ورفع مستوى الوعي.
وقال تقرير نشر في سبتمبر 2014 أن العالم فقد مابين 64 - 71 % من الأراضى الرطبة فى بداية القرن العشرين وربما كان وصلت نسبة الفقد الى 87 % فى بداية القرن الثامن عشر. وذكر التقرير "لقد كانت الخسائر أكبر وأسرع فى الأراضى الداخلية مقارنة بالأراضي الرطبة الطبيعية الساحلية". على الرغم من أن معدل فقدان الأراضي الرطبة في أوروبا قد تباطأ، وأمريكا الشمالية ظلت منخفضة منذ عام 1980 ، إلا أن نسبة الفقد ظلت عالية في آسيا، حيث ما زال مستمرا على نطاق واسع تحويل الأراضي الرطبة الطبيعية الساحلية والداخلية إلى مزارع تجارية.
استراتيجيات بناء السدود وشبكات الصرف التى تعمل بالمضخات لا يمكن أن تستخدم في ماليزيا أو إندونيسيا لأن الاقتصاد يغلب عليه الطابع الريفي على بطول آلاف الكيلومترات من السواحل والأنهار، جنبا إلى جنب مع هطول الأمطار الاستوائية الغزيرة، مما يجعل من المستحيل عمليا و اقتصاديا تنفيذ هذه التدابير إدارة المياه مكلفة في منطقة جنوب شرق آسيا."
الصناعة تحتاج للتخلص التدريجي من المزارع القائمة على الصرف بأراضي الخث، حيث أن هذه المناطق ستكون عرضة للفيضانات بشكل كبير وتصبح في نهاية المطاف غير مناسبة لأي شكل من أشكال استخدام الأراضي المنتجة.
وقد تم التعرف على أكثر من 200 نوع من الأشجار التى تصلح للزراعة بأراضى الخث ، مثل Shorea والتي تنتج زيت طعام، والأنواع المنتجة للمطاط Dyera costulata ، ويمكن لهذه توفير فرص البديلة والمستدامة سبل العيش للمجتمعات المحلية، ولكنها تحتاج إلى تجريب، وتحسين الأصناف، ونشرها كزراعات.
شاهد الفيديو التالى:
https://www.youtube.com/watch?v=FhLkBGYl_tw
مواضيع متعلقة:-