top of page

تدمير أراضي الخث يسبب الفيضانات المدمرة والكوارث الاجتماعية والاقتصادية- 1


تشير دراسة جديدة إلى أنه سيتم بشكل متكرر وبصورة لا رجعة فيها غمر مساحات شاسعة من جنوب شرق آسيا قبل نهاية هذا القرن إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لوقف تدمير أراضي الخث الاستوائية.


هناك حاجة لتغييرات جذرية في سياسات استخدام الأراضي في أراضي الخث في المنطقة من أجل تجنب هذا لأن الخسارة الناتجة من الإنتاج الزراعي له عواقب اجتماعية واقتصادية شديدة.


أراضي الخث الاستوائية لها وظيفة بيئية حرجة؛ فهى تخزن نحو ثلث احتياطيات العالم من الكربون الأرضي. غابات الخث في جنوب شرق آسيا، أيضا تعتبر موطناً لأنواع مهددة بالانقراض مثل انسان الغاب. على الحكومات والشركات لوقف تحويل الغابات الجفت لاستخدامها في الزراعة أو غيرها فورا، وتعزيز الحفاظ على أراضي الخث واستعادتها مرة أخرى.


الدراسة الجديدة، قام بها معهد بحوث Deltares، ومقره في هولندا، تشير إلى أن عمليات الصرف المكثفة لأراضي الخث بغرض تجهيزها لزراعة نخيل الزيت (في دلتا نهر Rajang في ساراواك بماليزيا في جزيرة بورنيو) أدت إلى هبوط ضخم للتربة وسينجم عن ذلك حدوث فيضانات واسعة ومدمرة في العقود المقبلة. قامت الدراسة بتحليل 850 ألف هكتار من أراضي الخث الساحلية في ساراواك. أوضح النموذج الناتج أنه خلال 25 عاما، سوف يواجه 42 % من المساحة مشاكل الفيضانات. وفي غضون 50 سنة، فإن نسبة التضرر ستزيد إلى 56 % وستصبح الفيضانات أكثر حدة ودائمة. أما عند 100 سنة، حوالي 82٪ من دلتا Rajang سيتم غمرها بلا رجعة.


الاتجاهات الحالية، حيث يتم التعدى على مساحات واسعة من أراضي الخث وتحويلها للأنشطة القائمة على الصرف، وسوف تجعل هذه المناطق غير منتجة وغير مجدية، وهذا سوف يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية، والصناعات، والتنوع البيولوجي التي تعتمد على هذه المناطق من أجل بقائهم ووجودهم.


وفقا للتقرير، لايزال أقل من 16% من مساحة غابات الخث الطبيعي فى ساراواك باقية على حالها. من عام 2000 إلى عام 2014، مزارع زيت النخيل ارتفع من 6 % إلى 47 %، في حين انخفضت مساحة غابات المستنقعات من 56 % إلى أقل من 16 % وهذا يعني أن المنطقة بأكملها تتدهور الآن.


تواجه مناطق كثيرة بالفعل مشاكل الصرف وهذا يؤثر بشكل متزايد على المجتمعات المحلية، والاقتصاد، والتنوع البيولوجي، وسوف تتطور مع مرور الوقت إلى درجة كارثية ما لم يتم تغيير استخدام الأراضي في أراضي الخث في المنطقة بشكل جذري. يكمن الحل، في حماية ما تبقى من غابات مستنقعات الخث الطبيعية واستعادة المناطق المتدهورة. لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال التعاون مع المجتمعات المحلية والكيانات الصناعة، وبالاشتراك مع هيئات التنمية الاقتصادية المستدامة.


تربة الخث تتكون من 10 % المواد العضوية المتراكمة (الكربون) و 90٪ من الماء. عندما يتم تصريف المياه من تربة الخث، يتم تحول الكربون إلى غاز ثانى أكسيد الكربون وينبعث في الجو، مما يتسبب في تغير المناخ. هذه الخسارة فى الكربون تقلل من حجم الخث وبالتالي يتسبب في حدوث هبوط لتربة الخث. وتستمر هذه العملية طالما استمرت عمليات الصرف أو حتى يصل منسوب سطح التربة إلى منسوب مياه البحر أو النهر، والتي تحد من تدفق المياه، وبالتالي يؤدي إلى حدوث فيضانات. في الظروف الاستوائية عمليات الصرف بأراضى الخث تتسبب في هبوط التربة بمعدل 1-2 متر في السنوات الأولى من الصرف، و3-5 سم في السنة في السنوات اللاحقة. هذا يؤدي إلى هبوط في التربة بنسبة تصل إلى 1.5 متر في غضون خمس سنوات وأربعة إلى خمسة أمتار بعد 100 سنة.


تعتبر Tripa إحدى المناطق باندونيسيا والتي أحرقت لافساح المجال لزراعة نخيل الزيت وهي مثال لغابات الخث في شمال سومطرة التي تقع داخل النظام الإيكولوجي Leuser وهى المكان الوحيد على الأرض حيث النمور والفيلة ووحيد القرن، وانسان الغاب والتى تتعايش معاً في البرية. أحرقت مساحات واسعة من الغابات في عام 2012، ولكن نجحت حملة دولية كبيرة في الحصول على حماية جديدة للمنطقة. أعلنت الحكومة اتشيه المحلية عن مساحة 1455 هكتار من غابات الخث محمية جديدة وردمت 18 من قنوات الصرف غير المشروعة. وهذا نصر كبير في معركة حماية أراضي الخث في جنوب شرق آسيا. في حرق غابات Tripa، تم تدمير طبقات الخث بعمق 10-15 سم.


Tripa هي واحدة من ثلاثة غابات مستنقعات الخث المتبقية على الساحل الغربي والتي تأوى أعلى كثافة من انسان الغاب في أي مكان في العالم. كثافة انسان الغاب عالية وتصل إلى ثمانية في الكيلومتر المربع في هذه المناطق، مقارنة بمتوسط ​​يصل إلى حوالي واحد فقط أو اثنين لكل كيلومتر مربع في الغابات الجافة. ويعتقد أن حوالى 100 حيوان إنسان الغاب لقوا حتفهم نتتيجة لإزالة الغابات وحرق الخث في Tripa.فقد كان هناك مابين 2 - 3 ألاف إنسان الغاب في المنطقة عام 1990، ولكن لم يبق سوى بضع مئات اليوم.




مواضيع متعلقة:-

bottom of page