ليست بكارثة
من سيدة تقود حملة لإغلاق مصهر للرصاص لتلويثه لبن الرضاعة لكل من الأمهات وصغار الأطفال بكينيا إلى أخر يوقف بناء سد على نهر حيوى فى بورما خوفاً من تلوثه ومثله سيدة من هندوراس توقف بناء سد أيضاً خوفاً على أثره الضار على البيئة، وثالثة فى كولومبيا البريطانية منع حفر منجم ضخم للذهب والنحاس كمصدر للثروة ولكنه سيلوث بحيرة للأسماك تمثل لهؤلاء البشر قيمة روحية وجمالية فتنازلوا عن الثروة مقابل القيم المعنوية والروحية.
وهذا المثابر من هايتى تلك الدويلة التى ضربها الفقر والديكتاتورية معاً حتى النخاع ولكن سكانها مازالوا يتمتعون بالنخوة وحب وطنهم الفقير المتخلف (حب حقيقى وليس بالأغانى) هذا الرجل حفز شعبه لإقامة محمية بحرية للحفاظ على غابات المنجروف لعلمه بأهميتها للبيئة والأسماك التى تتكاثر فيها ولمنعها انجراف الشواطئ بالنحر.
هذه هى نماذج بسيطة لا أقول نماذج من العالم المتحضر ولكنها دول أقل من نامية ولم نسمع لها دور فى النشاط العالمى سوى تكرار الانقلابات وبزوغ الديكتاتوريات ومع ذلك فهم يحافظون على بيئتهم وثرواتهم الطبيعية التى حباهم الله بها.
أين مصر من ذلك؟ !!! مصر الدولة التى هى أكثر نمواً وتطوراً وأكثر فى الموارد البشرية والعلمية أين مصر من يوم الأرض؟
من سخرية القدر أنه فى يوم الاحتفال بيوم الأرض والعالم يكرم هذه النماذج من القادة المحليين الذين حافظوا على بيئتهم تحتفل مصر بتلويث نهر النيل بغرق شحنة صخر فوسفات !! ياألله نهر النيل الذى نتغنى به فقط (ماشربتش من نيلها- النهر الخالد) والذى ندعى كذباً بأنه شريان الحياة، فكيف هو شريان للحياة وحتى هذه اللحظة لم يتحرك مسئول لزيارة موقع الجريمة ولم تشكل لجنة طوارئ أو لجنة إدارة للكوارث ولم يتم وقف الهزل الإعلامى لتوعية الناس بما عليهم أن يفعلوه لمواجهة هذه الكارثة والاحتياطات الواجبة.
من الواضح أنها ليست بكارثة وأننا نهول الأمر.
